حين العمل الممارسة ولكنها تكون فاقدة للوعي والتبصر الديني الذي يكشف للمؤمن العامل السر المستهدف من وراء تشريع العبادات وهو التقوى ـ كما تقدم.
اما هذه الاعمال فلا يتحقق بها احياء اي وقت تقع فيه سواء كان وقت شهر رمضان بلياليه وايامه ام غيره ـ والسر في ذلك واضح ـ لانها بعد ان كانت ميتة او بحكم الميتة فلا يتوقع منها افاضتها لروح الحياة على غيرها ولهذا اشتهر القول المأثور : فاقد الشيء لا يعطيه وعلى ضوء هذه الحقيقة الايمانية الموضوعية ـ ندرك جيدا ان الشخص الذي يتوفق للاخلاص في العمل ولتحقيق الغاية الاساسية المقصودة منه وهي تقوى الله سبحانه والتقيد بأحكامه الشرعية بفعل المأمور به وترك المنهي عنه يكون عمله هذا حيا وذا قيمة وقدر لتصبح كل ليلة يأتي به فيها قدر وكل يوم يوم قدر كما يصبح كل شهر يمسك فيه عما حرم الله تحقيقا لغاية الصوم ـ شهر رمضان حتى ولو كان ذلك العمل قليلا من الناحية الكمية عندما يقتصر على الاتيان ببعض الاعمال الواجبة او المستحبة بتوجه واخلاص ووعي للغاية والتزام بتحقيقها ـ وعلى العكس من ذلك العمل الذي يكون ميتا فاقدا لروح الاخلاص ـ او ضعيفا فاقد لقوة الوعي التي تحركه في خط الهدف ـ فمثل هذا العمل يكون بحكم العدم مهما كان كثيرا في الكمية ومثيرا للاعجاب من جهة الصورة والكيفية ـ وذلك لان الاعمال بالنيات كما ورد عن اهل البيت عليهمالسلام ولان الله سبحانه ينظر الى القلوب والاعمال لا الى الصور والاموال كما ورد في حديث آخر.
وخلاصة هذا الحديث الذي قدمته بمناسبة ليلة القدر ـ هي ان الاعمال التي جرت العادة على الاتيان بها في ليلة القدر مثل قراءة سور خاصة مضافا الى قراءة القرآن بصورة عامة مع الصلوات المعينة والادعية المخصوصة ونحو ذلك من مستحبات هذه الليلة كزيارة الحسين عليهالسلام والغسل ـ هذه الاعمال وان كانت مستحبة في الشرع ومسببه لنيل الاجر والثواب