دَقَّ وَجَلَّ ، لاَ تَمْنَعُكَ إسَاءَتي مِنْ إحْسَانِكَ أنْ تَفْعَلَ بِيَ الَّذِي أنْتَ أهْلُهُ ، فَأنْتَ أهْلُ الْجُودِ وَالكَرَمِ وَالعَفْوِ وَالتَّجَاوُزِ ، يَا رَبِّ يَا اللهُ لاَ تَفْعَلْ بِيَ الَّذِي أنَا أهْلُهُ فَإنِّي أهْلُ العُقُوبَةِ وَقَدِ اسْتَحْقَقْتُهَا ، لاَ حُجَّةَ لِي وَلاَ عُذْرَ لِي عِنْدَكَ أبُوءُ لَكَ بِذُنُوبِي كُلِّها ، وَأعْتَرِفُ بِهَا كَيْ تَعْفُوَ عَنِّي ، وَأنْتَ أعْلَمُ بِهَا مِنِّي ، أبُوءُ لَكَ بِكُلِّ ذَنْبٍ أذْنَبْتُهُ ، وَكُلِّ خِطِيْئَةٍ احْتَمَلْتُهَا ، وَكُلِّ سَيِّئَةٍ عَمِلْتُهَا ، رَبِّ اغْفِرْ وَارْحَمْ وَتَجَاوَزْ عَمَّا تَعْلَمُ ، إنَّكَ أنْتَ الأَعَزُّ الأَكْرَمُ.
وقام فدخل الطواف فقمنا لقيامه ، وعاد من الغد في ذلك الوقت فقمنا لإقباله كفعلنا فيما مضى ، فجلس متوسطاً ونظر يميناً وشمالاً فقال : كان علي بن الحسين سيد العابدين عليهالسلام يقول في سجوده في هذا الموضع وأشار بيده إلى الحجر تحت الميزاب :
عُبَيْدُكَ بِفِنَائِكَ ، مِسْكِيْنُكَ بِفِنَائِكَ ، فَقِيرُكَ بِفِنَائِكَ ، سَائِلُكَ بِفِنَائِكَ ، يَسْأَلُكَ مَا لاَ يَقْدِرُ عَلَيْهِ غَيْرُكَ.
ثم نظر يميناً وشمالاً ، ونظر إلى محمد بن القاسم من بيننا