إلَى أحَدٍ مِنْ شِرَارِ خَلْقِكَ وَلِئَامِهِمْ ، فَإنْ جَعَلْتَ بِي حَاجَةً إلى أحَدٍ مِنْ خَلْقِكَ فَاجْعَلْهَا إلَى أحْسَنِهِمْ وَجْهَاً وَخَلْقَاً وَخُلُقَاً ، وَأسْخَاهُمْ بِهَا نَفْسَاً ، وَأطْلَقِهِمْ بِهَا لِسَانَاً ، وَأسْمَحِهِمْ بِهَا كَفَّاً ، وَأَقَلِّهِمْ بِهَا عَلَيَّ امْتِنَانَاً.
من أدعية الإمام زين العابدين عليهالسلام
روى الشيخ الصدوق رحمهالله في (الأمالي : ص ٣٨٩ ح ١٢) عن الثمالي قال : دخلت مسجد الكوفة فإذا أنا برجل عند الاسطوانة السابعة قائماً يصلي يحسن ركوعه وسجوده ، فجئت لأنظر إليه فسبقني إلى السجود فسمعته يقول في سجوده :
اللَّهُمَّ إنْ كُنْتُ قَدْ عَصَيْتُكَ فَقَدْ أطَعْتُكَ في أحَبِّ الأشْيَاءِ إلَيْكَ وَهُوَ الإيْمَانُ بِكَ ، مَنَّاً مِنْكَ بِهِ عَلَيَّ لاَ مَنٌّ بِهِ مِنِّي عَلَيْكَ ، وَلَمْ أعْصِكَ في أبْغَضِ الأشْيَاءِ إلَيْكَ : لَمْ أدَّعِ لَكَ وَلَداً ، وَلَمْ أتَّخِذْ لَكَ شَرِيكاً ، مَنَّاً مِنْكَ عَلَيَّ لاَ مَنٌّ مِنِّي عَلَيْكَ ، وَعَصَيْتُكَ في أشْيَاءَ عَلَى غَيْرِ مُكَاثَرَةٍ وَلاَ مُكَابَرَةٍ ، وَلاَ اسْتِكْبَارٍ عَنْ عِبَادَتِكَ ، وَلاَ جُحُودٍ لِرُبُوبِيَّتِكَ ، وَلَكِنِ اتَّبَعْتُ هَوَايَ وَأضَلَّنِي الشَّيْطَانُ بَعْدَ الحُجَّةِ وَالْبَيَانِ ، فَإنْ تُعَذِّبْنِي غَيْرَ ظَالِمٍ لِي ، وَإنْ