كَلَّتِ الألْسُنُ عَنْ غَايَةِ صِفَتِهِ ، وَانْحَسَرَتِ العُقُولُ عَنْ كُنْهِ مَعْرِفَتِهِ ، وَتَوَاضَعَتِ الجَبَابِرَةُ لِهَيْبَتِهِ ، وَعَنَتِ الوُجُوهُ لِخَشْيِتِهِ ، وَانْقَادَ كُلُّ عَظِيمٍ لِعَظَمَتِهِ ، فَلَكَ الحَمْدُ مُتَوَاتِرَاً مُتَّسِقَاً وَمُتَوَالِيَاً مُسْتَوسِقَاً وَصَلَوَاتُهُ عَلَى رَسُولِهِ أبَداً ، وَسَلاَمُهُ دَائِمَاً سَرْمَدَاً.
اللَّهُمَّ اجْعَلْ أوَّلَ يَوْمِي هَذَا صَلاَحَاً ، وَأوْسَطَهُ فَلاَحَاً ، وَآخِرَهُ نَجَاحَاً وَأعُوذُ بِكَ مِنْ يَوْمٍ أوَّلُهُ فَزَعٌ ، وَأوْسَطُهُ جَزَعٌ ، وَآخِرُهُ وَجَعٌ ، اللَّهُمَّ إِنِّي أسْتَغْفِرُكَ لِكُلِّ نَذْرٍ نَذَرْتُهُ ، وَلِكُلِّ وَعْدٍ وَعَدْتُهُ ، وَلِكُلِّ عَهْدٍ عَاهَدْتُهُ ثُمَّ لَمْ أفِ لَكَ بِهِ ، وَأسْأَلُكَ في مَظَالِمِ عِبَادِكَ عنْدِي ، فَأيُّمَا عَبْدٍ مِنْ عَبِيدِكَ ، أوْ أمَةٍ مِنْ إمَائِكَ كَانَتْ لَهُ قِبَلِي مَظْلَمَةٌ ظَلَمْتُهَا إيَّاهُ في نَفْسِهِ أوْ في عِرْضِهِ أوْ في مَالِهِ أوْفِي أهْلِهِ وَوَلَدِهِ ، أوْ غِيْبَةٌ اغْتَبْتُهُ بِهَا ، أوْ تَحَامُلٌ عَلَيْهِ بِمَيْلٍ أوْ هَوَىً ، أوْ أنَفَةٍ أو حَميَّةٍ أوْ رِيَاءٍ أوْ عَصَبِيَّةٍ غَائِباً كانَ أوْ شَاهِدَاً ، وَحَيَّاً كَانَ أوْ مَيِّتَاً ، فَقَصُرَتْ يَدِي ، وَضَاقَ وُسْعِي عَنْ رَدِّهَا إلَيْهِ ، وَالتَّحَلُّلِ مِنْهُ.
فَأَسْأَلُكَ يَا مَنْ يَمْلِكُ الحَاجَاتِ وَهِيَ مُسْتَجِيْبَةٌ لِمَشِيِّتهِ وَمُسْرِعَةٌ إلَى إرَادَتِهِ أنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وَأنْ تُرْضِيَهُ عَنِّي بِمَا شِئْتَ ، وَتَهَبَ لِي مِنْ عِنْدِكَ رَحْمَةً إنَّهُ لاَ