الأخيرين يقول السيد بحر العلوم في منظومته حول أهل الإجماع من الأوتاد :
فالستة الأولى من الأمجاد |
|
أربعة منهم من الأوتاد |
زراة كذا بريد قد أتى |
|
ثم محمد وليث يا فتى (١) |
وهذه الكتب تعتبر من الاصول الأربعمائة التي ذكر المصنّف (٢) أنها بقيت حتى زمن السيد ابن طاوس رحمهالله. ومن أقدم ما وصل إلينا من كتب التفسير تفسير فرات الكوفي المعاصر للكليني رحمهالله (من أعلام الغيبة الصغرى) ، ثم تفسير العياشي المتوفى سنة (٣٢٠) هـ ، وتفسير القمي المتوفّى سنة (٣٢٩) هـ ، والتفسير المنسوب إلى الإمام أبي محمد الحسن بن علي العسكري عليهمالسلام حيث جمعه محمد بن عليّ ابن محمد بن جعفر بن دقاق ، وغيرها.
وهكذا الأمر في بقية صنوف العلوم والمعرفة التي حرص أهل البيت عليهمالسلام على إيصالها للناس وفق الرسالة المناطة بهم والدور الذي التزموا به كونهم امتداد خطّ الرسالة.
ويواصل الركب مسيرته ، ويسير الخلف الصالح على منهاج سلفه الصالح ، وتتواصل الامّة فكريا ، وهكذا يمتدّ حتى يصل إلى أزماننا المتأخرة ، حيث نهض لرفع لواء العلم ثلة مؤمنة صالحة تسيّرها الغيرة على معالم الدين أن تنطمس وملامح المذهب أن تندرس ، وهو ما أشار إليه المصنّف رحمهالله عند إشارته إلى تشكّي الشهيد الثاني قدسسره من زمانه وقلة حاملي العالم وكثرة المتفيقهين الذين نهى الرسول صلىاللهعليهوآله عن متابعتهم بقوله : «إنّ أبغضكم إليّ الثرثارون المتفيقهون المتشدقون ...» (٣).
__________________
(١) الأصول الأصيلة : ٥٦ / الهامش : ١.
(٢) انظر الدرر ٢ : ٣٢٩.
(٣) عوالي اللآلي ٢ : ٧٢ / ١٣٥ ، وقريب منه في المعجم الكبير ٢٢ : ٢٢١ / ٥٨٨.