وممّن كان له الحظّ الأوفر من ذلك ، والقدح المعلّى فيه العلّامة المحقق المدقق والعلم العيلم الشيخ يوسف البحراني قدسسره ، فقد أسهم بشكل واضح وملموس في خدمة المذهب وإحياء علومه وذكر الأئمّة الهداة ، عليهم الصلاة والسلام. ومن يطّلع على مؤلّفاته يجد فيها حبّه واعتزازه وغيرته على مذهب أهل البيت عليهمالسلام واضحة جليّة ، وكمثال على ذلك ما يعلن به كل حين من رفضه لما درج عليه بعض الاصوليين من رفض بعض الأحاديث الصحاح والحسان لأنها تخالف مقتضى القاعدة العقليّة (١) ، ويذكر أنّ في ذلك تقديما لكلام المخلوق وقواعده العقليّة على كلام ملوك الكلام ، بل كلامهم ملك الكلام ، وقد أشار إلى ذلك ابن أبي الحديد بقوله واصفا كلام أمير المؤمنين عليهالسلام : (دون كلام الخالق ، وفوق كلام المخلوقين) (٢).
ويكفي شاهدا على ذلك أنه قدسسره جعل مسك ختام هذا الكتاب الذي بين يديك عزيزي القارئ في شرح حديث لأمير المؤمنين عليهالسلام يذكر فيه زهده وتورعه عن حلال الدنيا فضلا عن حرامها. وهنا لا بدّ من وقفة لنا مع المؤلّف والمؤلّف.
__________________
(١) لاحظ درّة الفرق بين الاصوليين والأخباريين.
(٢) شرح نهج البلاغة ١ : ٢٤.