ابتداء العمل. وأما الواقع في أثنائه بعد (١) افتتاحه على جهة الإخلاص فلا ، وهو خلاف المفهوم من الأخبار ؛ إذ لا فرق في إبطاله العمل ومنافاته الإخلاص إذا وقع على أحد تلك المعاني بين الابتداء والأثناء.
والظاهر أن المراد من العجب هنا : مجرد الوسوسة التي لا صنع للعباد فيها ، المسماة بالنزغ في قوله سبحانه (وَإِمّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللهِ) (٢) المأمور بالذكر عنده في قوله سبحانه (إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذا مَسَّهُمْ طائِفٌ مِنَ الشَّيْطانِ تَذَكَّرُوا) (٣).
والمراد من الخبر حينئذ أن الصلاة إذا بنيت على نية صحيحة ، فلا يضره ما دخله بعد ذلك على جهة الوسوسة من الشيطان ، كما يشير إليه قوله عليهالسلام : «وليخسأ الشيطان».
وثانيهما : أنه ينبغي أن يعلم أنه لا ينبغي أن (٤) يدخل في باب العجب محبة الإنسان ظهور الخير له بين الناس وسروره برؤيتهم له كذلك ، إذا لم يكن ذلك باعثا له على الفعل ، وكذلك مجرد سروره هو بعمله.
أما الأوّل ، فلما ورد في حسنة زرارة عن الباقر عليهالسلام قال : سألته عن الرجل يعمل الشيء من الخير ، فيراه الناس ، فيسرّه ذلك ، قال عليهالسلام : «لا بأس ، ما من أحد إلّا وهو يحبّ أن يظهر له في الناس الخير إذا لم يكن يصنع ذلك لذلك» (٥).
وأما الثاني ، فلما في رواية أبي العباس قال : قال أبو عبد الله عليهالسلام : «من سرته
__________________
(١) في «ح» بعدها : أن يكون.
(٢) الأعراف : ٢٠٠.
(٣) الأعراف : ٢٠١.
(٤) ينبغي أن ، ليس في «ح».
(٥) الكافي ٢ : ٢٩٧ / ١٨ ، باب في اصول الكفر وأركانه ، وسائل الشيعة ١ : ٧٥ ، أبواب مقدّمة العبادات ، ب ١٥ ، ح ١.