عن مسائل أشكلت علي فورد التوقيع بخط مولانا صاحب الزمان عليهالسلام : «أمّا ما سألت عنه أرشدك الله وثبتك».
إلى أن قال : «وأمّا الحوادث الواقعة فارجعوا فيها إلى رواة حديثنا ؛ فإنهم حجتي عليكم وأنا حجة الله عليهم (١)» (٢).
وقد بينا في صدر هذه الفائدة أن الرواية لأخبارهم ، والمعرفة بأحكامهم المستلزمة للنيابة عنهم ، والقيام مقامهم مخصوص بفرد خاص ، وهو المعبر عنه في لسان الفقهاء بالفقيه الجامع الشرائط ، فغيره لا يجوز له حينئذ الدخول في هذا الباب بمقتضى صريح (٣) الخطاب.
ومما يؤكده ، ويدلّ على خطر الحكومة ووزرها والتحذير منها والتشديد في أمرها إلّا لمن استكمل تلك الشروط المقرّرة ، وفاز بتلك القوة القدسية المنوّرة ما رواه ثقة الإسلام في (الكافي) بسنده عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : «قال أمير المؤمنين عليهالسلام لشريح : يا شريح ، قد جلست مجلسا لا يجلسه إلّا نبيّ أو وصيّ نبيّ أو شقيّ» (٤).
وما رواه فيه أيضا عن سليمان بن خالد عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : «اتقوا الحكومة ؛ فإن الحكومة إنّما هي للإمام العالم بالقضاء ، العادل في المسلمين لنبي أو وصي نبي» (٥).
لا يقال : الحصر في النبي والوصي ، يدل على عدم تعدي ذلك إلى غيرهما.
__________________
(١) ليست في «ح».
(٢) كمال الدين : ٤٨٣ ـ ٤٨٤ / ٤.
(٣) في «ح» بعدها : هذا.
(٤) الكافي ٧ : ٤٠٦ / ٢ ، باب أن الحكومة إنما هي للإمام عليهالسلام ، الفقيه ٣ : ٤ / ٨ ، تهذيب الأحكام ٦ : ٢١٧ / ٥٠٩ ، وسائل الشيعة ٢٧ : ١٧ ، أبواب صفات القاضي ، ب ٣ ، ح ٢.
(٥) الكافي ٧ : ٤٠٦ / ١ ، باب أن الحكومة إنما هي للإمام عليهالسلام ، وسائل الشيعة ٢٧ : ١٧ ، أبواب صفات القاضي ، ب ٣ ، ح ٣.