ما امر به من القربان.
وقوله صلىاللهعليهوآله : «إن من الصلاة لما يتقبل نصفها وثلثها وربعها ، وإن منها لما تلف كما يلف الثوب فيضرب بها وجه صاحبها» (١).
والتقريب ظاهر.
ولأن الناس لم يزالوا في سائر الأعصار والأمصار يدعون الله تعالى بقبول أعمالهم بعد الفراغ منها ، ولو اتّحد القبول والإجزاء لم يحسن هذا الدعاء إلّا قبل الفعل.
فهذه الوجوه الخمسة تدل على انفكاك الإجزاء عن القبول. وقد يجاب عن الأول : بأن التقوى على ثلاث مراتب :
أولها : التنزه عن الشرك ، وعليه قوله تعالى (وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوى) (٢) ، قال المفسرون : هي لا إله إلّا الله (٣).
وثانيها : التجنب عن المعاصي.
وثالثها : التنزه عما يشغل عن الحق جلّ وعلا.
ولعلّ المراد بالمتّقين : أصحاب المرتبة الاولى ، وعبادة غير المتّقين بهذا المعنى غير مجزئة. وسقوط القضاء ؛ لأن الإسلام يجب ما قبله.
وعن الثاني بأن السؤال قد يكون للواقع ، والغرض منه بسط الكلام مع المحبوب ، وعرض افتقار له ، كما قالوه (٤) في قوله (رَبَّنا لا تُؤاخِذْنا إِنْ نَسِينا أَوْ أَخْطَأْنا) (٥) على بعض الوجوه.
__________________
(١) بحار الأنوار ٨١ : ٣١٦ / ذيل الحديث : ١.
(٢) الفتح : ٢٦.
(٣) التبيان في تفسير القرآن ٩ : ٣٣٤ ، مجمع البيان ٩ : ١٦١ ، التفسير الصافي ٥ : ٤٤ ، التفسير الكبير ٢٨ : ٨٩.
(٤) انظر مجمع البيان ٢ : ٥١٩.
(٥) البقرة : ٢٨٦.