كلّيّ ، فهو واحد من الجنس) (١).
وسابعها : أن تكون الياء للمبالغة مثلها في (أحمري) ، والمعنى (أن حقيقة الوحدة العددية التي ينبغي أن تسمى وحدة مخصوصة بك ، وأما إطلاقها على غيرك فمجاز شائع) (٢). وتحقيقه ما رواه ثقة الإسلام في (الكافي) (٣) والصدوق في (التوحيد) (٤) بسنديهما عن فتح الجرجاني عن أبي الحسن عليهالسلام في حديث طويل يقول فيه : قلت : يا بن رسول الله صلىاللهعليهوآله ، [قلت] : «لا يشبهه شيء ولا يشبه هو شيئا ، والله واحد والإنسان واحد» ، أليس قد تشابهت الوحدانية؟ قال : «يا فتح ، أحلت ثبّتك الله ، إنما التشبيه في المعاني ، وأما في الاسماء فهي واحدة ، وهي دليل (٥) على المسمى ، وذلك أن الإنسان وإن قيل : واحد ، فإنه يخبر أنه جثة واحدة ، وليس باثنين ، والإنسان نفسه ليس بواحد ، لأن أعضاءه مختلفة وألوانه مختلفة ومن ألوانه مختلفة غير واحد (٦). وهو أجزاء مجزأة ليست بسواء ؛ دمه غير لحمه ، ولحمه غير دمه ، وعصبه غير عروقه ، وشعره غير بشره ، وسواده غير بياضه ، وكذلك سائر جميع الخلق. فالإنسان واحد في الاسم لا واحد في المعنى ، والله جل جلاله هو واحد ولا واحد غيره ، لا اختلاف فيه ولا تفاوت ، ولا زيادة ولا نقصان.
فأما (٧) الإنسان المخلوق المصنوع (٨) من أجزاء مختلفة وجواهر شتّى ، غير أنه بالاجتماع شيء واحد». قلت : جعلت فداك فرجت عني ، فرّج الله عنك.
وثامنها : أن معناه (لا كثرة فيك ، أي لا جزء لك ولا صفة لك يزيدان على
__________________
(١) انظر منية الممارسين : ٣١٤.
(٢) انظر المصدر نفسه.
(٣) الكافي ١ : ١١٨ ـ ١١٩ / ١ ، باب الفرق بين المعاني التي تحت أسماء الله وأسماء المخلوقين.
(٤) التوحيد : ٦٢ / ١٨.
(٥) في المصدر : دالة.
(٦) أي مختلف الألوان متكثّر.
(٧) كذا في النسختين والمصدر.
(٨) في «ح» والمصدر بعدها : المؤلّف.