لا ذُعرت السّوام في فلقِ الصب |
|
حِ مُغيراً ولا دُعيت يزيدا |
يوم أُعطي على المهانةِ ضيماً |
|
والمنايا ترصدنني أن أحيدا (١) |
وها هو يجيب الحرّ بن يزيد الرياحي حين قال له :
«أذكرك الله في نفسك ؛ فإنّي أشهد لئن قاتلت لتُقتلن ، ولئن قوتلت لتهلكن».
فقال له الإمام الحسين عليهالسلام :
«أبالموت تخوفني؟ وهل يعدو بكم الخطب أن تقتلوني؟ ما أدري ما أقول لك ، ولكن أقول كما قال أخو الأوس لابن عمّه ولقيه وهو يريد نصرة رسول الله صلىاللهعليهوآله.
فقال له : أين تذهب فإنّك مقتول. فقال :
سأمضي وما بالموتِ عارٌ على الفتى |
|
إذا ما نوى خيراً وجاهدَ مسلما |
وواسى رجالاً صالحينَ بنفسه |
|
وخالفَ مثبوراً وفارقَ مجرما |
فإن عشتُ لم أندم وإن مُتُّ لم أُلمْ |
|
كفى بك ذُلاً أن تعيشَ وتُرغما» (٢) |
وها هو وقد أُحيط به ، وقيل له : انزل على حكم بني عمّك ، يقول :
«لا والله ، لا اُعطيهم بيدي إعطاء الذليل ، ولا أقرّ إقرار العبيد ، ألا
__________________
(١) الطبري ٤ / ٢٥٣ ، والكامل ٣ / ٢٦٥.
(٢) المصدرين السابقين علي التوالي : ٤ / ٣٠٥ و ٣ / ٢٨٠ ـ ٢٨١.