فقال زهير بن القين :
«سمعنا يابن رسول الله مقالتك ، ولو كانت الدنيا لنا باقية وكنا فيها مخلّدين لآثرنا النهوض معك على الإقامة فيها».
وقال برير بن خضير :
«يابن رسول الله ، لقد منّ الله بك علينا أن نُقاتل بين يديك ، نقطع فيك أعضاؤنا ثمّ يكون جدّك شفيعنا يوم القيامة».
وقال نافع بن هلال :
«سر بنا راشداً مُعافى ، مشرقاً إن شئت أو مغرباً ، فوالله ما أشفقنا من قدر الله ، ولا كرهنا لقاء ربّنا ، وإنّا على نيّاتنا وبصائرنا نوالي مَنْ والاك ، ونعادي مَنْ عاداك» (١).
ومرّة اُخرى جمع الحسين عليهالسلام أصحابه قرب المساء ـ مساء يوم العاشر ـ فخطبهم قائلاً :
«... أمّا بعد ، فإنّي لا أعلم أصحاباً أوفى ولا خيراً من أصحابي ، ولا أهل بيت أبرّ ولا أوصل من أهل بيتي ، فجزاكم الله عنّي جميعاً. ألا وإنّي أظنّ أنّ يومنا من هؤلاء الأعداء غداً ، وإنّي قد أذنت لكم فانطلقوا جميعاً في حلٍّ ، ليس عليكم منّي ذمام. وهذا الليل قد غشيكم فاتّخذوه جملاً ، وليأخذ كلّ رجل منكم بيد رجل من أهل بيتي ، فجزاكم الله جميعاً خيراً ،
__________________
(١) المصدر السابق ، ٢٣٤ ـ ٢٣٥.