وتفرّقوا في سوادكم ومدائنكم ؛ فإنّ القوم إنّما يطلبوني ، ولو أصابوني لذهلوا عن طلب غيري ...».
هذه فرصة أخيرة منحهم إيّاها الحسين عليهالسلام ، فماذا كان ردّ الفعل؟
قال له إخوته وأبناؤه ، وبنو أخيه وأبناء عبد الله بن جعفر :
ولِمَ نفعل؟
لنبقى بعدك؟!
لا أرنا الله ذلك أبداً.
والتفت الحسين عليهالسلام إلى بني عقيل ، وقال :
«حسبكم من القتل بمسلم ، اذهبوا فقد أذنت لكم».
فقالوا :
فما يقول الناس ، وما نقول لهم؟! إنّا تركنا شيخنا وسيّدنا وبني عمومتنا خير الأعمام ، ولم نرمِ معهم بسهم ، ولم نطعن برمح ، ولم نضرب بسيف ، ولا ندري ما صنعوا.
لا والله لا نفعل ، ولكن نفديك بأنفسنا وأموالنا وأهلينا ، نقاتل معك حتّى نرد موردك ، فقبّح الله العيش بعدك.
وجاء دور أصحابه ، فقال مسلم بن عوسجة :
أنحن نُخلي عنك ولمّا نُعذر إلى الله في أداء حقّك؟ أما والله لا اُفارقك حتّى أطعن في صدورهم برمحي ، وأضربهم بسيفي ما ثبت قائمه في يدي ، ولو لم يكن