أصحابهم. بلْ كثيراً ما يكون ذلك.
النقطة الثانية : كون الدين الإسلامي في صدر الإسلام كان محصوراً في منطقة محدودة ، وغير مُنتشر في بقاع عديدة مِن العالم مِمَّا بلغه بعد ذلك.
النقطة الثالثة : قوَّة الأعداء المُتربِّصين بالدين وأهل الدين ، بالمَكر والحيلة والغيلة ، مِن الداخل ومِن الخارج على السواء.
النقطة الرابعة : الإعداد لظهور المهدي عليهالسلام في آخر الزمان ؛ فإنَّ نجاح حركته إذ يُريد أنْ يملأ الأرض قِسطاً وعدلاً كما مُلئت ظلماً وجوراً (١). وكما هي وظيفته الإلهيَّة في ذلك.
أقول : نجاحها يتوقَّف على أسباب ، وتلك الأسباب ينبغي أنْ يعدَّها الله قبله ، وهو جلَّ جلاله فاعل ذلك لا محالة ؛ لأنَّ ظهور المهدي عليهالسلام وعد والله لا يُخلف الميعاد.
وقد يخطر في الذهن : إنَّه يكفي الإعداد للظهور في العشر السنوات الأخيرة السابقة عليه في علم الله سبحانه. قلنا : كلاَّ ، فإنَّ الحال في هذه العشر سنوات أيضاً تحتاج إلى سبب ، وسببه يحصل في العشر السنوات التي قبلها ، وهكذا إلى أنْ يصل إلى عصر صدر الإسلام ، ويتَّصل بالأئمَّة المعصومين عليهمالسلام وأصحابهم. بلْ يتَّصل بما قبل الإسلام مُنذ نزول آدم عليهالسلام فما بعده ؛ لأنَّ ذلك كلَّه نظام واحد مُتَّصل ومُتسلسل ، يتبع بعضه بعضاً في الحكمة الإلهيَّة كنظام الخرز.
الوجه السادس : إنَّ ما ذكرناه مِن الوجوه السابقة قد يُناقش في عمومها لكلِّ أصحاب الأئمَّة ، أو قُلْ : لكلِّ تصرُّفاتهم ، وإنْ كان الوضع السابق يجعلها شاملة على أيِّ حال. ولكنَّ المقصود الآن : أنَّ بعض التصرُّفات مِن بعض
__________________
(١) البرهان للمُتَّقي الهندي : الباب ١١ ، الحديث (٢ ـ ٣) ـ أعيان الشيعة للأميني ج ٢ ص ٤٦.