عدمها موافقاً لها لا مُحالة
المُناقشة الثالثة : لهذا الهدف ـ إنَّه هدف وقتي منوط لا محالة بحياة الإمام الحسين عليهالسلام. كما هو منوط بحياة الحاكم الأُموي ؛ لوضوح أنَّه لا معنى للمُبايعة لدى موت أحدهما ، ونحن إنَّما نُريد الاطِّلاع على الأهداف الدائميَّة لا الأهداف الوقتيَّة. غير أنَّ هذه المُناقشة غير صحيحة ، ونورد عليها ما يُشبه الوجهين اللذين أوردناهما على المُناقشة السابقة.
أوَّلاً : إنَّ هذا الهدف وإنْ سلَّمنا أنَّه هدف وقتيٌّ ، إلاَّ أنَّ اختصاص تعرُّف الباحث أو المُفكِّر بالأهداف الدائمة وغير الوقتيَّة بلا موجب ، بلْ نحن نُريد التعرُّف على كلا الشكلين مِن الأهداف.
ثانياً : إنَّ هذا الهدف وإنْ كان منوطاً بحياة هذين الشخصين ، إلاَّ أنَّه ـ مع ذلك ـ ليس وقتيَّاً بلْ مُستمرَّ ، ولنا أنْ نقيس ذلك إلى صورة حصول المُبايعة ، فكما أنَّ المفاسد مع حصول المُبايعة سوف لن تكون وقتيَّة بكلِّ تأكيد ، كذلك المصالح والأهداف الناتجة عن ترك المُبايعة سوف لن تكون وقتيَّة ، ويكفي بها أنْ تكون تخلُّصاً ودفعاً لتلك المفاسد المُستمرَّة ؛ إذاً فهي أهداف مُستمرَّة.
المُناقشة الرابعة : لهذا الهدف : إنَّ الإمام الحسين عليهالسلام لم يكن مُضطرَّاً أو مُكرهاً على هذين الأمرين : البيعة أو التضحية. بلْ كان يُمكنه أنْ يتجنَّبهما معاً ـ كما قلنا في المُناقشة الأُولى ـ ولكنَّنا قلنا هناك : إنَّه يُمكنه أنْ يتجنَّبهما وهو مُرتاح في بلده ، ولم يكن هذا صحيح كما عرفناه.
أما هنا فنقول : إنَّه كان يُمكنه أنْ يخرج إلى بلاد بعيدة لا تنالها يد الأُمويِّين ، كاليمن أو الهند أو الأفغان أو غيرها ؛ لينجو مِن القتل والبيعة معاً. وخاصَّة ، وإنَّ الدول في ذلك الحين لم تكن تملك إمكانيَّات الدول الحاضرة ، ولم