العصر العباسي ، ومنه وصلت إلى يومنا الحاضر.
روى عبد الصمد بن بشير ، قال : ذُكر عند أبي عبد الله [الصادق] بدء الأذان فقيل : إنّ رجلاً من الأنصار رأى في منامه الأذان ، فقصه على رسول الله فأمره رسول الله أن يعلّمه بلالاً ، فقال أبو عبدالله : كذبوا ، إنّ رسول الله كان نائماً في ظلّ الكعبة فأتاه جبرئيل ومعه طاس فيه ماء من الجنَّة (١) ....
ولو تدبرنا في هذه النصوص وما جاء في تاريخ بني أميّة لعرفنا إمكان تطابق هذه الرؤية مع ما يحملون من أفكار أكثر من غيرهم ، خصوصاً بعد أن وقفنا على تاريخ النزاع وأنّه بدأ في عهدهم ، وإنّك لو تتّبعّت مجريات الأحداث لعرفت تضاد بني أميّة مع رسالة الإسلام وعدم تطابق مفاهيمهم مع مفاهيم الوحي ورسول الله ، وأنّهم كانوا على طرفي نقيض مع بني هاشم في الجاهلية وفي الإسلام ، إذ التزم بنو أميّة جانب المشركين أمام بني هاشم الذين لم يفارقوا الرسول في جاهلية ولا إسلام.
فقد قال رسول الله عن بني هاشم : «أنا وبنو المطلب لا نفترق في جاهلية ولا إسلام ، وإنّما نحن وهم شيء واحد» وشبك بين أصابعه. (٢)
نعم كان الأمر كذلك ، فرسول الله كان لا يرتضيهم ، وهُم لم يدخلوا الإسلام إلاّ مكرهين.
__________________
(١) تفسير العيّاشي ١ : ١٥٧ ، ح ٥٣٠.
(٢) سنن أبي داود ٣ : ١٤٦ كتاب الخراج والامارة و .. ، باب في بيان مواضع قسم الخمس .. ، ح ٢٩٨٠ ، وانظر : سنن النسائي ٧ : ١٣١ كتاب قسم الفيء.