قال الإمام فخر الدين الرازي : جعل الله تعالى أهل بيت النبيّ صلىاللهعليهوآله مساوين له في خمسة أشياء :
أحدها : المحبة ؛ قال الله تعالى : (فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ) ، وقال لأهل بيته (قُل لاَ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى).
والثانية : تحريم الصدقة ؛ قال صلىاللهعليهوآله : لا تحل الصدقة لمحمّد ولا لآل محمّد ، إنّما هي أوساخ الناس.
والثالثة : الطهارة ؛ قال الله تعالى : (طه * مَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى) أي يا طاهر ، وقال لأهل بيته : (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً).
والرابعة : في السلام ؛ قال : «السلام عليك أيّها النبيّ» ، وقال لأهل بيته (سلام على آل يس) (١).
والخامسة : في الصلاة على النبيّ صلىاللهعليهوآله وعلى الآل في التشهّد (٢).
وبهذا فقد عرفنا ـ وعلى ضوء الصفحات السابقة ـ بأن المجتهدين كانوا وراء فكرة الرؤيا ، وأنّ رأسها الأمويون ، استغلوا ما طرح في عهد الصحابة لما يريدون
__________________
(١) قرأ نافع وابن عامر ويعقوب هذه الآية بفتح الهمزة ومدّها وقطع اللام من الياء كما في آل يعقوب ، «النشر في القراءات العشر ٢ : ٣٦٠ وتحبير التيسير : ١٧٠» وللتأكيد أقرأ في مصحف المدينة النبوية برواية ورش عن نافع المدني والمطبوع في المملكة العربية السعودية صفحه ٤٠٧ الآية : ١٣٠ من سورة الصافّات.
(٢) انظر : نقل كلام الفخر الرازي في : نظم درر السمطين ٢٤٠ ، والصواعق المحرقة ٢٣٣ ـ ٢٣٤ ، وينابيع المودّة ١ : ١٣٠ ـ ١٣١ ، وجواهر العقدين ٢ : ١٦٦.