وجبرائيل ، والسماوات والأرضين ، والجبال ، والشمس ، والقمر ، كان يكتب على كلّ منها «لا إله إلاّ الله ، محمّد رسول الله ، عليّ أمير المؤمنين». ثمّ قال عليهالسلام : فإذا قال أحدكم «لا إله إلاّ الله محمّد رسول الله» فليقل «عليّ أمير المؤمنين» (١).
فالقارئ البصير لو تدبّر في النصوص الصادرة عن الأئمة لعرف أنّ رسالتهم هي تصحيح للأفكار الخاطئة المبثوثة في الشريعة والتاريخ ، ويتأكد لك مدعانا لو طبق على ما نحن فيه ، من وجود تيار يحمي فكرة الرؤيا وهم النواصب وأعداء النبيّ والإمام عليّ بن أبي طالب ، وهؤلاء النواصب كانوا لا يستسيغون ذكر الرسول محمّد في الأذان ، أو يتصورون أنّ الشهادة الثانية من وضعه صلىاللهعليهوآله ، فكيف يقبل أمثال هؤلاء بشرعية شيء فيه تنويه ورفعة لمنزلة آل الرسول صلىاللهعليهوآله ، والنواصب هم الذين يحرفون الكلم عن مواضعه ويجعلون مكانها مفاهيم اُخرى ، وقد أشرنا سابقاً إلى بعضها ، وإليك نَصَّين آخرين في هذا السياق ، إذ جاء في أصل زيد النرسي ، عن الإمام الكاظم بأن الصلاة خير من النوم من بدع بني أميّة (٢) ، وهي توكّد ما نريد الوصول إليه من حقيقة الأذان وكيفية وقوع التحريف فيه.
فقد روى الصدوق وعليّ بن إبراهيم ، عن عمر بن أُذينة ، عن الإمام الصادق عليهالسلام أنّه قال : يا عمر بن أُذينه ، ما ترى هذه الناصبة؟
قال : قلتُ : في ماذا؟
__________________
(١) انظر : الاحتجاج ١٥٨.
(٢) أصل زيد النرسي ٥٤ ، وعنه في مستدرك الوسائل ٤ : ٤٤ ح ٤١٤٠/٢.