قال : ومن هذا عن يساره؟!
قال : حمزة سيّد الشهداء.
قال : ومن عند رجليه؟
قال : جعفر الطيّار في الجنَّة. (١)
وروى الشيخ الطوسي بإسناده عن إبراهيم بن صالح بن زيد بن الحسن ، عن أبيه ، عن أبي عبدالله عليهالسلام ، قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : رقدتُ بالأبطح على ساعدي وعليٌّ عن يميني ، وجعفر عن يساري ، وحمزة عند رِجلي ، قال : فنزل جبرئيل وميكائيل وإسرافيل ، ففزعت لخفق أجنحتهم. قال : فرفعت رأسي فإذا إسرافيل يقول لجبرئيل : إلى أيّ الأربعة بُعثتَ وبُعثنا معك؟ قال : فرفس برِجله فقال : إلى هذا ... إلى آخر الرواية (٢).
وروى المرشد بالله يحيى بن الحسين الشجري ـ من الزيديّة ـ في الأمالي الخميسيّة بإسناده عن ابن عباس ، عن النبيّ صلىاللهعليهوآله في قول الله : (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) فإنّا أهل بيت مُطهَّرون من الذنوب ، ألا وإن الله اختارني من ثلاثة من أهل بيتي على جميع أمّتي وأنّا سيّد الثلاثة ، وسيّد ولد آدم يوم القيامة ، ولا فخر.
قال أهل السدة : يا رسول الله ، سَمِّ لنا الثلاثة نعرفهم؟ فبسط رسول الله كفَّه الطيّبة المباركة ثمّ حلق بيده ، قال : اختارني وعليّاً وحمزة وجعفراً ، كنا رقوداً بالأبطح ليس منّا إلاّ مسجّى بثوبه ، عليّ عن يميني ، وجعفر عن يساري ، وحمزة عند رجلي ، فما نبّهني من رقدتي غير حفيف أجنحة الملائكة وبرد ذراع عليّ تحت خدي ،
__________________
(١) شرح الأخبار ١ : ١٢٠ ـ ١٢١ ح ٤٦.
(٢) الأمالي للطوسي : ٧٣١ مجلس يوم الجمعة الثالث والعشرين من ذي الحجّة سنة ٤٥٧ هـ.