وقال أبو بكر : سمعت يحيى بن معين وذكر ابن كاسب يقول : ليس بثقة ، فقلت له : من أين قلت ذاك؟ قال : لأنّه محدود ، قلت : أليس هو في سماعه ثقة؟ فقال : بلى ، فقلت له : أنا أعطيك رجلاً تزعم أنّه وجب عليه حدٌّ وتزعم أنّه ثقة ، قال : من هو؟ قلت : خلف بن سالم ، قال : ذلك إنما شتم بنت حاتم مرّة واحدة ، وما به بأس لولا أنّه سفيه.
قلت لمصعب الزبيري : إنّ يحيى بن معين يقول في ابن كاسب : إنّ حديثه لا يجوز لأنّه محدود ، فقال : ليس ما قال ، إنما حدّه الطالبيّون في التحامل وليس حدود الطالبيين عندنا بشيء لجورهم ، وابن كاسب ثقة مأمون صاحب حديث ، أبوه مولى للخيزران ، وكان من أمناء القضاة زماناً (١).
وقال الذهبي في تذكرة الحفاظ : تفرّد بأشياء وله مناكير ، حدّث عنه البخاري وابن ماجة وعبدالله بن أحمد وإسماعيل القاضي ، وأبو بكر بن أبي عاصم وطائفة ، ذكره البخاري فقال : لم نرَ إلاّ خيراً ، وقال أبو حاتم : ضعيف (٢).
وفي ميزان الاعتدال : قال البخاري : لم نرَ إلاّ خيراً ، هو في الأصل صدوق وشذّ مضر بن محمّد الاسدي فروى عن ابن معين : ثقة ، وروى عبّاس عن يحيى : ليس بثقه (٣) ، فقلت : لم؟
قال : لأنّه محدود ...
والنسائي : ليس بشيء.
وأبو حاتم : ضعيف.
قال الذهبي : كان من علماء الحديث لكن له مناكير وغرائب ، وحديثه في
__________________
(١) التعديل والتجريح للباجي ٣ : ١٤٢٥.
(٢) تذكرة الحفّاظ ٢ : ٤٦٦.
(٣) في تهذيب الكمال ٣٢ : ٣٢٢ عن عباس الدوري عن ابن معين : ليس بشيء.