الكاظم عليهالسلام ، حيث قال : «الصلاة خير من النوم» بدعة بني أمية ، وليس ذلك من أصل الأذان» (١) ، فإن الإمام الكاظم كان ناظراً إلى استفحال هذا التثويب وشيوعه واتخاذه طابع العموم والانتشار في زمن بني أميّة الذين ساروا في هذا المجال على خطى عمر بن الخطاب ، وأيّدوا نهج الاجتهاد والرأي في مقابل نهج التعبد المحض ، وبذلك لا يكون ثمة تخالف بين القول بأنّها بدعة وضعت في عهد عمر بن الخطاب والقول بأنّها بدعة أموية ؛ لأن الثانية حكّمت ما شرّع في عهد الشيخين.
وبعد هذا نتساءل : هل تصحّ هذه العلّة «أي علّة الخوف من ترك الناس للجهاد» لحذف هذا الفصل من فصول الأذان ، أم أنّ هناك دافعاً آخر وراء هذا الأمر؟ هذا ما سنوضحه في الفصل اللاحق.
__________________
(١) مستدرك الوسائل ٤ : ٤٤.