ذكرت كتب الحديث والتاريخ أنّ لـ «حيّ على خير العمل» مَعنَيَين : ظاهريّ وباطنيّ :
أمّا المعنى الظاهري لجملة «حيّ على خير العمل» فهو : أنّ خير الأعمال الصلاة والدعوة إلى إتيانها ، وهذا هو الفهم الاوّلي المتبادر للذهن.
وتدلّ عليه رواية الصدوق في علل الشرائع وعيون أخبار الرضا فيما رواه من العلل عن الإمام الرضا عليهالسلام ... فقال : أخبِرني عن الأذان ، لِم أُمروا به؟
قال : لعلل كثيرة ، منها : أن يكون تذكيراً للساهي ، وتنبيهاً للغافل ، وتعريفاً لمن جهل الوقت ... إلى أن يقول : فجعل النداء إلى الصلاة في وسط الأذان ، فقدّم قبلها أربعاً : التكبيرتين والشهادتين ، وأخّر بعدها أربعاً : يدعو إلى الفلاح حثاً على البر والصلاة ، ثمّ دعا إلى خير العمل مرغّباً فيها وفي عملها وفي أدائها ، ثمّ نادى بالتكبير والتهليل ليتمّ بعدها أربعاً ... (١).
أما المعنى الباطني المكنون ـ الذي يعرفه أهل البيت ومن نزل في بيوتهم الكتاب والوحي ـ فهو ما رواه الصدوق في معاني الأخبار وعلل الشرائع ، بإسناده عن محمّد بن مروان ، عن الباقر عليهالسلام ، قال : أتدري ما تفسير «حيّ على خير العمل»؟
قال ، قلت : لا.
__________________
(١) علل الشرائع : ٢٥٩ الباب ١٨٢ ، عيون أخبار الرضا ٢ : ١٠٣.