قلت : أريدهما جميعاً.
فقال : أمّا العلة الظاهرة فلئلاّ يدع الناس الجهاد اتّكالاً على الصلاة ، وأمّا الباطنة فإنّ «خير العمل» الولاية ، فأراد مِن أمره بترك «حيّ على خير العمل» من الأذان أن لا يقع حثٌّ عليها ودعاءٌ إليها (١).
فما وجه الترابط بين الصلاة والدعوة إلى برّ فاطمة وولدها؟
بل ما يُعنى بمجيء الولاية وبرّ فاطمة وولدها في الأذان للصلاة؟
وهل حقاً أنّ جملة «خير العمل» هي الولاية أم أنّها : الصلاة ، والجهاد ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؟ .. وهل هناك تناف بين الرؤيتين.
وهل يصح مضمون الرواية القائلة بأنّ عمر أراد من أمره بتركها أن لا يقع حثٌّ على الولاية ودعاءٌ إليها؟ أم هناك شيء آخر؟
وما هي المقدّمات التي تساعدنا على تفهّم مقصود الإمام أبي الحسن الكاظم في علّة حذف عمر بن الخطاب لعبارة «حيّ على خير العمل».
بل بماذا تفسّر الشيعة هذه المقولة وما جاء عن أبي جعفر الباقر بأن الإسلام بُني على خَمس : الصلاة والصوم والزكاة والحجّ والولاية ، ولم يُنادَ بشيء كما نُودي بالولاية (٢).
بل كيف تكون الولاية أهمّ من كلّ شيء؟ وهل هي أهمّ من الشهادتين كذلك؟ ولماذا تُرجع الشيعة كلَّ شيء إلى الولاية؟
إنّ أئمّة أهل البيت قد أجابوا عن هذه التساؤلات ، وأنّ المعنيّ عندهم بـ «ما نُودي بشيء كالولاية» وأمثالها لا يعني أنّها أهم من الشهادتين ، بل إنّ أمر
__________________
(١) علل الشرائع : ٣٦٨ العلة ٨٩. وعنه في بحار الأنوار ٨١ : ١٤٠.
(٢) المحاسن ١ : ٤٤٥ ـ ٤٤٦ باب الشرايع ، والكافي ٢ : ١٨ باب دعائم الإسلام ح ١ و ٣ و ٨.