عسكر جوهر : بطلت الصلاة ، أعد ظهراً أربع ركعات ، ثمّ أذّن بـ «حيّ على خير العمل» في سائر مساجد العسكر إلى حدود مسجد عبدالله (١).
وأنكر جوهر على عبدالسميع أنه لم يقرأ بسم الله الرحمن الرحيم في كلّ سورة ، ولا قرأها في الخطبة ، فأنكره جوهر ومنعه من ذلك.
ولأربع بقين من جمادى الأولى المذكور أذّن في الجامع العتيق بـ «حيّ على خير العمل» ، وجهروا في الجامع بالبسملة في الصلاة ، فلم يزل الأمر على ذلك طول مدة الخلفاء الفاطميين ؛ إلاّ أنّ الحاكم بأمر الله في سنة أربعمائة أمر بجمع مؤذّني القصر ، وسائر الجوامع وحضر قاضي القضاة مالك بن سعيد الفارقي ، وقرأ أبو عليّ العباسي سجلاًّ فيه الأمر بترك «حيّ على خير العمل» في الأذان ، وأن يقال في صلاة الصبح : الصلاة خير من النوم ، وأن يكون ذلك من مؤذّني القصر عند قولهم : «السلام على أمير المؤمنين ورحمة الله» (٢).
فامتثل ذلك ، ثمّ عاد المؤذّنون إلى قول «حيّ على خير العمل» في ربيع الآخر سنة أحد وأربعمائة ، ومنع في سنة خمس وأربعمائة مؤذّني جامع القاهرة ومؤذّني القصر من قولهم بعد الأذان : «السلام على أمير المؤمنين» وأمرهم أن يقولوا بعد الأذان : الصلاة رحمك الله ...» (٣).
وفي كتاب (النجوم الزاهرة في أعلام مصر والقاهرة) : ... ثمّ في شهر ربيع الآخر
__________________
(١) انظر : قريباً منه في أخبار بني عبيد ١ : ٨٥.
(٢) مرّ عليك أنّ معاوية بن أبي سفيان هو أوّل من ابتدع هذه المقولة ورسّخ أركانها (كما عن كتب الأوائل السيوطي : ٢٦). وقد كان لهذا الأمر جذر متجذر في زمان عمر ، ذلك أنّه لمّا قدم عمر مكّة أتاه أبو محذورة وقد أذّن ، فقال : الصلاة يا أمير المؤمنين ، حيّ على الصلاة حيّ على الصلاة ، حيّ على الفلاح حيّ على الفلاح ، قال : ويحك أمجنون أنت؟! أما كان في دعائك الذي دعوتنا ما نأتيك حتّى تأتينا. (مصنف ابن أبي شيبة ١ : ٣٠٧).
(٣) المواعظ والاعتبار للمقريزي ٢ : ٢٧٠ ـ ٢٧١.