وكتب لعنة الشيخين على أبواب الجوامع بها وأبواب المساجد.
وفي مصر خطب جوهر لمولاه وقطع خطبة بني العبّاس ، وذكر في خطبته الأئمّة الاثني عشر وأمر فأذّن بـ «حيّ على خير العمل» (١).
وقال بعد ذلك : وفيها أذن بدمشق وسائر الشام بـ «حيّ على خير العمل» ، قال ابن عساكر في ترجمة جعفر بن فلاح نائب دمشق : وهو أوّل من تأمّر بها عن الفاطميين :
أخبرنا أبو محمّد الأكفاني ، قال : قال أبو بكر أحمد بن محمّد بن شرام : وفي يوم الخميس لخمس خَلَونَ من صفر من سنة ٣٦٠ أعلن المؤذّنون في الجامع بدمشق وسائر مآذن البلد وسائر المساجد بحيّ على خير العمل بعد حيّ على الفلاح ، أمرهم بذلك جعفر بن فلاح ولم يقدروا على مخالفته ، ولا وجدوا من المسارعة إلى طاعته بُدّاً.
وفي يوم الجمعة الثامن من جمادى الآخرة أُمر المؤذّنون أن يُثنّوا الأذان والتكبير في الاقامة مَثْنى مَثْنى ، وأن يقولوا في الإقامة «حيّ على خير العمل» ، فاستعظم الناس ذلك وصبروا على حكم الله (٢).
وجاء في (النجوم الزاهرة) : ... وهي السنة الثانية لولاية جوهر ... على مصر وهي سنة ٣٦٠ ، وفيها عمل الرافضة المآتم ببغداد في يوم عاشوراء على العادة في كلّ سنة من النَّوح واللطم والبكاء ، وتعليق المُسوح ، وغلق الأسواق ، وعملوا العيد والفرح يوم الغدير وهو يوم ثامن عشر من ذي الحجّة.
__________________
(١) البداية والنهاية ١١ : ٢٨٤.
(٢) البداية والنهاية ١١ : ٢٨٧ ، وكلام ابن كثير يشير إلى عمل أهل السنة والجماعة بالتقية لو احسوا الضرورة لذلك ، كما يفعله اليوم الخط السلفي واتباع الطالبان ، فلا يرتضي أحد منهم أن يُنسَب إلى ابن لادن خوفاً من القتل والسجن!