خير البشر ، فَمَن رضى فقد شكر ، ومَن أبى فقد كفر).
ومن خلال هذه الحادثة ومثيلاتها التي حدثت في بغداد على مرّ الأيّام يظهر لنا أنَّ «حيّ على خير العمل» أصبحت تُمَثِّل شعاراً للشيعة ، لأنَّ ديدن الجميع هو التأكيد والتركيز عليها ، وعدم التنازل عنها وذلك للاعتقاد الجازم بجزئيّتها ، بخلاف الحكومات التي خافت منها ومن معناها ومغزاها فدأبت على حذفها ، ولهذا يقول صاحب السيرة الحلبيّة : (إنَّ الرافضة لم يتركوا «حيّ على خير العمل» أيّام البويهيّين إلى أن تملّك السلجوقيّين سنة ٤٤٨ هـ ، فألزموهم بالترك وإبدالها بالصلاة خير من النوم) (١).
وقد مرّ عليك تحت عنوان (مكّة / حلب ٤٦٢ هـ) كيف أن نقيب النقباء أبو الفوارس لمّا أبلغ القائم بأمر الله بأن محمود بن صالح [والي حلب] لبس الخلع القائمية وخطب للقائم.
قال له القائم : أيّ شيء تساوي خطبتهم وهم يؤذنون «حيّ على خير العمل» (٢)؟!
كما وقفت على المناظرة الطويلة التي ناظرها أبي هاشم أمير مكّة وقوله لهم :
هذا أذان أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (٣).
وجاء في الايضاح للقاضي النعمان بن محمد بن حيون المتوفى ٣٦٣ هـ عن ابي سليم قال اخبرنا عبدالرحمن بن القاسم القطان قال اخبرنا إسماعيل بن إسحاق عن حسن بن حسين عن علي بن القاسم عن بن الربيع عن منصور عن هلال بن سنان
__________________
(١) انظر السيرة الحلبيّة ٢ : ٣٠٥.
(٢) الكامل ١٠ : ٦٤.
(٣) النجوم الزاهرة ٥ : ٩٢.