بل في رواية شريك في حديثه عن أنس التصريح بأنّه صلىاللهعليهوآله كان نائماً. قال : «وهو نائم بالمسجد الحرام» وذكر القصة الواردة ليلة الإسراء ، ثمّ قال في آخرها : «استيقظت» ـ أي انتبهت ـ من منامي وأنا في المسجد الحرام (١).
قال الصالحي الشامي : وهذا المذهب يعزى إلى معاوية بن أبي سفيان ... ويُعزى أيضاً إلى عائشة (٢).
بل صرّح إمام الشافعية القاضي أبو العبّاس بن سريج بوضع هذا الحديث على عائشة فقال : هذا حديث لا يصحّ وإنّما وُضِعَ ردّاً للحديث الصحيح (٣).
ترى من هو الواضع؟
وما هو غرضه من التحر يف في مقابل ما هو أصيل؟
ولماذا جَحْدُ منزلة النبيّ صلىاللهعليهوآله ومحاولة جعل القضية مناماً عاديّاً؟
ولماذا يختص ذلك بمعاوية وعائشة؟!
وهل يكمن في ذلك إنكارٌ مُبَطَّن لرؤيا النبيّ بني أميّة ـ أو تيماً وعديّاً ـ يردون الناس عن الإسلام القهقرى؟! (٤) إذ ليس في الرؤيا المناميّة كبير أمر ولا كثير طائل ، وإذا كان المعراج رؤيا فلماذا لم يَرَها الآخرون كما رأى الأذان سبعة أو أربعة عشر أو عشرون شخصاً؟! لكي لا يكذّب المشركون النبيَّ صلىاللهعليهوآله أو لكي لا يرتدّ من
__________________
(١) سبل الهدى والرشاد ٣ : ٦٩ والنص عنه. وانظر : رواية شريك في صحيح البخاري ٩ : ٨٢٤ ـ ٨٢٦ / كتاب التوحيد / باب قوله (وكلم الله موسى تكليماً) / ح ٢٣١٦ ، وانظر : صحيح مسلم ١ : ١٤٨ ح ٢٦٢ / كتاب الإيمان ـ باب الاسراء برسول الله.
(٢) سبل الهدى والرشاد ٣ : ٦٩.
(٣) سبل الهدى والرشاد ٣ : ٧٠ ، نقلاً عن المعارج الصغير لابن الخطاب بن دحية.
(٤) الكافي ٨ : ٣٤٣ ـ ٣٤٥ باب رؤيا النبيّ صلىاللهعليهوآله.