الوقوف عليه في مطاوي بحوثنا ..
إذ جاء عن كثير بن مرة الحضرمي أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآله قال : أوّل من أذّن في السماء جبرئيل عليهالسلام ، قال : فسمعه عمر وبلال ، فأقبل عمر فأخبر النبيّ بما سمع ، ثمّ أقبل بلال فأخبر النبيّ بما سمع ، فقال له رسول الله : سبقك عمر يا بلال ....
أو قول ابن عمر : إنّ بلالاً كان يقول أوّل ما أذّن : «أشهد أن لا إله إلاّ الله ، حيّ على الصلاة» ، فقال له عمر : قل في أثرها «أشهد أنّ محمّداً رسول الله» ...
نعم إنّهم رفعوا بضبع الصحابة الحالمين الرائين للأذان إلى مرتبة النبوة والمعاينة الحقيقيّة حتّى قال عبدالله : «يا رسول الله ، إنّي لَبينَ يقظان ونائم» ، وفي آخر : «لقلت : إني كنت يقظاناً غير نائم» ، وبعكس ذلك نراهم يحطّون من منزلة النبيّ صلىاللهعليهوآله عن المعاينة الحقيقية في المعراج ـ (ثُمّ دَنَا فَتَدَلَّى فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْأَدْنَى) ـ إلى مرتبة التشكيك ، مستخدمين العبارة نفسها «بين النائم واليقظان» ، ورووا ذلك في الصحيح!!
ففي صحيح مسلم بسنده عن قتادة ، عن أنس بن مالك ـ لعله قال : عن مالك بن صعصعة (رجل من قومه) ، قال ـ قال نبي الله صلىاللهعليهوآله : بينا أنا عند البيت بين النائم واليقظان ....
ثمّ أتيت بدابة أبيض يقال له البُراق فوق الحمار ودون البغل يقع خطوه عند أقصى طرفه ، فحُمِلتُ عليه ، ثمّ انطلقنا حتّى أتَينا السماء الدنيا .... ثمّ سرد قصة المعراج (١).
__________________
(١) صحيح مسلم ١ : ١٥٠ ، باب الإسراء من كتاب الإيمان ـ ح ٢٦٤. وانظر : مثله في صحيح البخاري ٤ : ٥٤٩ ، كتاب بدء الخلق ، باب ذكر الملائكة صلوات الله عليهم ، ح ١٣٧١.