على قول آخر ، أو متحد معه فيهما وان اختلفا حكما على قول ثالث ، وهو الأقوى ، فالتصديق معتبر فيهما.
والكفر : عدم التصديق بما يكون التصديق به إيمانا سواء صدّق بعدمه أولا ، وقيل بالأول. والأول هو الأشهر الأظهر ، فالخالي عن التصديقين ممن يكون من شأنه التصديق ـ سواء كان ملتفتا كالشاك أو غير ملتفت كمن لم تبلغه الدعوة ـ كافر على الأول ، وواسطة على الثاني.
مع إمكان دعوى كون الثاني خارجا عن المقسم ، لأن التقسيم انما هو بالنسبة إلى الملتفت دون الغافل.
وأما الصغير ومن بلغ مجنونا ، فهما واسطة على كل تقدير ، لعدم الشأنية فيهما الموجب للخروج عن المقسم ، ولعلهما يندرجان في المستضعفين ولا يتوهم النقض بما يوجب الكفر من الأقوال والأفعال كالسب وإلقاء المصحف في القاذورات مع وجود التصديق بأصول الايمان.
__________________
ـ وتعرّف الايمان بالتصديق والإذعان والاعتقاد ونحو ذلك من تركيز تلك المفاهيم. وهكذا كتب التفسير ، ففي تفسير قوله تعالى (قالَتِ الْأَعْرابُ آمَنّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنا وَلَمّا يَدْخُلِ الْإِيمانُ فِي قُلُوبِكُمْ) يقول الأزهري ـ كما في لسان العرب ـ : «فالإسلام إظهار الخضوع والقبول لما أتى به سيدنا رسول الله (ص) وبه يحقن الدم ، فان كان مع ذلك الإظهار اعتقاد وتصديق بالقلب فذلك الإيمان الذي هذه صفته ..»
وكذلك يظهر هذا المعنى من الكليني في أصول الكافي ، والبرقي في محاسنه ـ عن أحدهما (ع) حيث يقول : «الايمان إقرار وعمل ، والإسلام إقرار بلا عمل» ، وما في خصال الصدوق ـ بسنده عن الأعمش ـ عن جعفر بن محمد (ع) ـ في حديث ـ : «والإسلام غير الايمان ، وكل مؤمن مسلم ، وليس كل مسلم مؤمنا». وغيرها كثير مما يدل على هذا المعنى.