من الإسرائيليات كل عجيب وعجيبة ، واستوت في ذلك تفاسير المتقدمين والمتأخرين ، والمتساهلين والمتشددين (١) ، على تفاوت بينها في ذلك قلة وكثرة ، وتعقيبا عليها ، وسكوتا عليها (٢).
وأيا ما كان الأمر ، ورغم هذه الشوائب ، فالذي لا شك فيه ، أنه في كتب التفسير (٣) ، ثروة تاريخية قيمة ، تفيد المؤرخ في تدوين التاريخ العربي القديم ، وتشرح ما جاء مجملا في القرآن العظيم ، وتبسط ما كان عالقا بأذهان الناس عن الأيام التي سبقت عصر الإسلام ، وتحكي ما سمعوه عن القبائل العربية البائدة ، التي ذكرت على وجه الإجمال في القرآن الكريم ، وما ورد عندهم من أحكام وآراء ومعتقدات
__________________
(١) لعل أشهر كتب التفسير التي روت كثيرا من الاسرائيليات هي : تفسير مقاتل بن سليمان (ت ١٥٠ ه) والطبري (٢٢٤ ـ ٣١٠ ه) والثعلبي (ت ٤٢٧ ه) والخازن (٦٧٨ ـ ٧٤١ ه) ، واما التي تحرجت عن التوسع فيها ، فأشهرها : تفسير ابن كثير (٧٠٠ ـ ٧٧٤ ه) والألوسي (١٢١٧ ـ ١٢٧٠ ه) ومحمد رشيد رضا (١٢٨٢ ـ ١٣٥٤ ه) [أنظر : دارة المعارف الإسلامية ٩ / ٤٥١ ـ ٤٥٢ ، محمد السيد الذهبي : الاسرائيليات في التفسير والحديث ص ١٦١ ـ ٢٤٩
(٢) نفس المرجع السابق ص ١٥٨ ، ٢٨٣
(٣) أشهر كتب التفسير : تفسير الطبري (جامع البيان عن تأويل آي القرآن) وتفسير الثعلبي (الكشف عن بيان تفسير القرآن) (تفسير المرتضى) (آمالي الشريف) وتفسير المشكاة (مرآة الأنوار ومشكاة الأسرار) وتفسير البغوي (معالم التنزيل) وتفسير الزمخشري (الكشاف على حقائق التنزيل وعيون الأقاويل في وجوه التأويل) وتفسير الطبرسي (مجمع البيان) وتفسير ابن العربي (أحكام القرآن) وتفسير ابن عطية (المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز) وتفسير الرازي (مفاتيح الغيب) وتفسير القرطبي (الجامع لأحكام القرآن) وتفسير النسفي (مدارك التنزيل وحقائق التأويل) وتفسير النيسابوري (غرائب القرآن ورغائب الفرقان) وتفسير الخازن (لباب التأويل في معاني التنزيل) وتفسير أبي حيان (البحر المحيط) وتفسير ابن كثير (تفسير القرآن العظيم) وتفسير البيضاوي (أنوار التنزيل وأسرار التنزيل) وتفسير الجواهر (الجواهر الحسان في تفسير القرآن) لعبد الرحمن الثعالبي الجزائري وتفسير السيوطي