الكتاب هو الحق) (١) ويقول (إِنَّا أَنْزَلْنا إِلَيْكَ الْكِتابَ بِالْحَقِ) (٢) ويقول (تِلْكَ آياتُ اللهِ نَتْلُوها عَلَيْكَ بِالْحَقِّ ، فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللهِ وَآياتِهِ يُؤْمِنُونَ) (٣) ويقول (وَآمَنُوا بِما نُزِّلَ عَلى مُحَمَّدٍ وَهُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ) (٤) ويقول (تِلْكَ آياتُ اللهِ نَتْلُوها عَلَيْكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ) (٥) ويقول (نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتابَ بِالْحَقِ) (٦).
ويعلم الله ، أنني منذ التحقت بقسم التاريخ في جامعة الاسكندرية ، في الخمسينات من هذا القرن العشرين ، كنت أسائل نفسي ـ عند ما أدرس أحداثا تاريخية تعرض لها القرآن الكريم بالإيجاز أو التفصيل ـ لم لم يرجع المؤرخون المسلمون ـ وفيهم الكثيرون ممن حفظوا كثيرا أو قليلا من القرآن الكريم بحكم نشأتهم الدينية ، وعرفوا الكثير مما جاء من محكم التنزيل بحكم دراساتهم العلمية ـ أقول لم لم يرجعوا إلى ما جاء في القرآن الكريم عن هذه الأحداث؟ على الأقل ليتثبتوا من صحتها او عدم صحتها ، طبقا لما جاء عنها في كتاب الله الكريم ، ولكني لم أكن أهتدي إلى نوع من الإجابة يرضيني ، أو على الأقل ينير أمامي الطريق ، أزاء موقفهم هذا.
وبقيت كذلك في حيرة من أمري ، حتى أكملت دراساتي العليا ، وعينت مدرسا للتاريخ القديم بجامعة الإسكندرية في أخريات الستينات من هذا القرن العشرين ، وبدأت اتجه نحو القرآن العظيم ، نحو المصدر
__________________
(١) سورة فاطر : آية ٣١
(٢) سورة الزمر : آية ٢ ، وانظر الآية ٤١
(٣) سورة الجاثية : آية ٦
(٤) سورة محمد : آية ٢
(٥) سورة البقرة : آية ٢٥٢
(٦) سورة آل عمران : آية ٣