من نساء كثيرات ، فضلا عن الإماء والسراري (١) ، واقترن «رحبعام» بثماني عشرة امرأة ؛ وستين سرية ، ولدن له ثمانية وعشرين ابنا وستين ابنة» (٢) وتزوج «أبيا» أربع عشرة امرأة وخلف اثنين وعشرين ابنا وست عشرة بنتا (٣) ، وفاق سليمان جميع أقرانه ، إذ «كانت له سبع مائة من النساء السيدات وثلاث مائة من السراري» (٤) ، وإذا ما عدنا إلى عصر الآباء الأوائل ـ كما يسمونه ـ فإننا نجد أن الخليل نفسه يتبع هذا المبدأ ، فيجمع بين هاجر وسارة ، ثم بين قطورة وحجورة ، ثم ألم يجمع يعقوب ـ أبو الآباء ـ والذي حمل الإسرائيليون اسمه ، بين نساء أربعة ـ بين راحيل وليئة وزلفة وبلهة ـ وكان منهن أبناؤه الاثنا عشر (٥) ، ثم ألم يجمع موسى ـ صاحب التوراة ـ بين صفورة ابنة كاهن مدين ، وبين المرأة الكوشية التي ثار عليه أخواه من أجلها (٦).
وهكذا يبدو لنا بوضوح أن مبدأ تعدد الزوجات ـ كما يقول جوستاف لوبون ـ كان شائعا كثيرا لدى بني إسرائيل على الدوام ، وما كان القانون المدني أو الشرعي ليعارضه (٧) ، سواء أكان ذلك للأنبياء أو غير الأنبياء ، وسواء أكان ذلك في عصر الآباء الأول أو عصر الملكية ، حتى حدده الربانيون بأربعة ، وان أطلقه القراءون ، وأن التفسير الذي قدمه صاحب «الرسالة إلى أهل غلاطية» ، إنما يقدم الصورة المسيحية ـ وليس اليهودية ـ للزواج ، وأنه لأمر مناف للعقل ـ فضلا عن المنطق والدين ـ أن
__________________
(١) صموئيل أول ٢٥ : ٣٩ ، ٤٣ ، ٢٨ : ٢٧ صموئيل ثان ٣ : ٣ ، ٤ ، ٥ : ١٣
(٢) أخبار أيام ثان ١١ : ٢١
(٣) أخبار أيام ثان ١٣ : ٢١
(٤) ملوك أول ١١ : ٣
(٥) تكوين ٣٥ : ٢٢ ـ ٢٦
(٦) خروج ٢ : ٢١ ، عدد ١٢ : ١
(٧) جوستاف لوبون : اليهود في تاريخ الحضارات الأولى ص ٥٠