أن يقيموا في جوارها ، على أن يكون الماء ماءها ، فأذنت لهم ، وشب إسماعيل بينهم ، وتعلم العربية منهم ، فضلا عن الزواج بواحدة من بناتهم (١) ، وإن كانت التوراة تذهب إلى أن أمه قد أخذت له زوجة من أهلها من مصر (٢) ، كما أن هناك من المؤرخين المسلمين أنفسهم من تنبه إلى الفارق بين لغة قريش ولغة الجنوب ـ أي بين لغة العدنانيين ولغة القحطانيين ـ فلو كان إسماعيل قد تعلم العربية من جرهم لكانت لغته موافقة للغتهم ، أو لغيرها ممن نزل مكة ، فضلا عن أن منزلة يعرب عند الله ليست بأعلى من منزلة إسماعيل ، كما أن منزلة قحطان ليست عند الله بأعلى من منزلة إبراهيم خليل الرحمن ، فيمنع إسماعيل فضيلة اللسان العربي التي أعطيت ليعرب بن قحطان (٣) ، ولهذا ذهب بعض المؤرخين إلى أن إسماعيل كان أول من ألهم هذا اللسان العربي المبين (٤) ، بل إن هناك من يذهب إلى أن قحطان نفسه من ولد إسماعيل (٥).
وعلى أي حال ، فإن صاحب الإكليل ، إنما يذهب إلى أن سبأ بن يشجب
__________________
(١) ابن كثير ١ / ١٥٥ ، ابن الأثير ١ / ١٠٣ ـ ١٠٤ ، مروج الذهب ٢ / ٤٦ ـ ٤٧ ، تاريخ الطبري ١ / ٢٥٨ ، تفسير الطبري ١٣ / ٢٣٠ ، تفسير البيضاوي ١ / ٥٣٣ ، تفسير الألوسي ١٣ / ٢٣٧ ، تفسير القرطبي ٩ / ٢٧٤ ، قصص القرآن ص ٦٣ ، الازرقي ١ / ٥٧ ، ٢ / ٤٠ ـ ٤١ العقد الفريد ١ / ١٣٣ ، شفاء الغرام ٢ / ٤ ، تاريخ الخميس ص ١١٠ ، الإكليل ١ / ٩٨ ـ ١٠٢ ، ١١٧ ، المعارف ص ١٦ ـ ١٧ ، تاريخ ابن خلدون ٢ / ٣٧ ، ٢ / ٣٣١ ـ ٣٣٢.
(٢) تكوين ٢١ : ٢١
(٣) مروج الذهب ٢ / ٤٦
(٤) تاريخ ابن خلدون ٢ / ٨٦ ، تاريخ الخميس ص ١١٠ ، تاريخ اليعقوبي ١ / ٢٢١ ، العقد الفريد ١ / ١٣٤ ، لسان العرب ٢ / ٧٥ ، تاج العروس ٢ / ٣٥٢ ، شفاء الغرام ص ١٣ ، قارن : ياقوت ٤ / ٩٨
(٥) الإكليل ١ / ١٠٣ ـ ١٠٥ ، تاريخ ابن خلدون ٢ / ٢٤١ ـ ٢٤٢ ، نهاية الأرب للقلقشندي ص ٣٩٦ ـ ٣٩٧