كلمته ، وحتى يأذن الله له بالحج إلى بيته الحرام ، وليخرج أبو بكر في الناس حاجا (١).
على أن الرسول ـ (صلىاللهعليهوسلم) سرعان ما أمر الإمام علي كرم الله وجهه ، أن يسرع إلى مكة قبل أن تصل إليها وفود الحجيج من جميع أنحاء شبه الجزيرة العربية ، ليبلغهم بسورة نزل بها الوحي من السماء ـ والتي عرفت بسورة براءة ـ ويقوم الإمام علي بالمهمة خير قيام ، ويبلغ رسالة النبي الأعظم إلى الناس في اجتماعهم العام هذا «يوم الحج الأكبر» ـ في منى وقبل الوقوف بعرفة ـ وقد جاء في هذه الرسالة ، قوله سبحانه وتعالى : «يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرامَ بَعْدَ عامِهِمْ هذا وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً فَسَوْفَ يُغْنِيكُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ إِنْ شاءَ إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ» (٢).
ويعلن الإمام علي بن أبي طالب ـ كرم الله وجهه ـ بأمر رسول الله ، (صلىاللهعليهوسلم) ، «أيها الناس : إنه لا يدخل الجنة كافر ، ولا يحج بعد اليوم مشرك ، ولا يطوف بالبيت عريان ، ومن كان له عند رسول الله ، (صلىاللهعليهوسلم) ، عهد فهو إلى مدته» ، وأجلّ على الناس أربعة أشهر بعد ذلك ، ليرجع كل قوم إلى بلادهم ، ومن يومئذ لم يحج مشرك ، ولم يطف
__________________
(١) ابن الأثير ٢ / ٢٨٦ ـ ٢٩٢ ، المعارف ص ٨٢ ، ابن هشام ٢ / ٩١٩ ، هيكل : حياة محمد ص ٤٧٠ ـ ٤٧٦ ، الصديق أبو بكر ص ٥٣ ، أرفنج : حياة محمد ص ٢٢٩ ، تاريخ ابن خلدون ٢ / ٥١ ـ ٥٨ ، فيليب حتى : المرجع السابق ص ١٦٤ ـ ١٦٥ ، تاريخ مكة ص ٥٤
(٢) سورة التوبة : آية ٢٨ وانظر : تفسير الطبري ١٤ / ١٩٠ ـ ١٩٨ (دار المعارف ـ القاهرة ١٩٥٨) ، تفسير البحر المحيط لابن حيان ٥ / ٢٧ ـ ٢٩ ، في ظلال القرآن ١٠ / ١٥٨٥ ، ١٦١٨ ـ ١٦١٩.