فالملك سرجون الثاني (٧٢٢ ـ ٧٠٥ ق. م.) يتحدث عنهم ، من بين من تحدث عنهم من قبائل خاض غمار الحرب ضدها ، وقد دعاهم باسم «تامودي Tamudi» (Thamudi) (١) ، بل إنه ليذكر كذلك أنه هجرهم إلى السامرة من بين من هجر من شعوب (٢) ، يقول العاهل الأشوري في حوليات السنة السابعة «طبقات لوحي صادق من آشور إلهي ، قضيت على قبائل تامودي ومورسيمانوا وخيابا (٣) ، والعرب الذين يعيشون بعيدا في الصحراء ، والذين لا يعترفون برؤساء أو موظفين ، والذين لم يكونوا قد جاءوا بجزاهم لأي ملك ، سبيت الأحياء منهم ونقلتهم إلى السامرة (٤)».
وقصة التهجير هذه بدأت بعد أن كتب للملك الأشوري نجحا بعيد المدى في القضاء على اسرائيل ، واحتلال العاصمة (السامرة) في أخريات عام ٧٢٢ ق. م. ، ثم تهجير سكانها ـ وربما النبلاء والأغنياء فحسب ـ إلى أنحاء مختلفة من الامبراطورية الآشورية ـ وهو ما عرف في التاريخ بالسبي الآشوري ـ وسرعان ما أتى بقوم آخرين من بلاد كان قد استولى عليها (٥) ، ومن بين هؤلاء الآخرين بعض من ثمود.
وأيا ما كان السبب في هذه التهجيرات التي شملت الثموديين ، وسواء أكان الأشوريون يهدفون من ورائها إلى كسر التحالفات القديمة بإدخال أجانب في البلاد ، كبداية لظروف جديدة أكثر ملائمة للامبراطورية
__________________
(١) Rawlinson, Cuneiform Inscriptions, I, Pl. ٦٣ A. L. Oppenheim, in ANET, P. ٦٨٢ A. G. Lie, The Inscriptions of Sargon II, Part, I, The annals, ٩٢٩١, P. ٥
(٢) A. Musil, Northern Hegas, P. ٩٨٢ A. Musil, In the Arabian Desert, P. ٩٧٤
(٣) راجع عن هذه الشعوب : الويس موسل : شمال الحجاز ص ٨٩ ـ ٩٥
(٤) A.L.Oppenheim ,in ANET ,P.٦٨٢
(٥) أنظر كتابنا اسرائيل ص ٥٠٩ ـ ٥١٢ ، وكذا J. Finegan, Light from the Ancient Past, I, P. P. ٨٠٢ ـ ٠١٢ A. T Olmstead, Western Asia in the days of Sargon of Assyria, P. ٥٤ P. ٢٨٢