الأشورية الطموح ، أو أن الهدف لا يعدو أن يكون تعمير مناطق مر بها الآشوريون إلى السامرة ، إنما قد عادوا في زمن لا حق لا نستطيع تحديده على وجه اليقين ، وأنهم قد أسكنوا في مدين (١).
هذا وقد جاء ذكر الثموديين في النقوش السبئية ، ومن ذلك نقش ، يرجع إلى نهاية القرن السادس أو بداية القرن الخامس ق. م. ، ويحكي قصة اثنين من قبيلة ثمود كانا يباشران العمل في ري نخيلهما ، ورغم أننا لا نعرف من أي مكان جاء هذا النقش ، على وجه اليقين ، فأغلب الظن أنه من بلاد سبأ (٢). هذا وقد عثر في «نجران» على نقشين سبئيين كذلك ، ورد فيهما اسم الإله (صلم) ، الذي كان معبودا ثموديا في منطقة تيماء في العقد الذي استوطن فيه الملك البابلي «بنونيد» هذه المدينة ـ أي في الفترة (٥٥٥ ـ ٥٤٦ ق. م.) ، بعد حملته المشهورة التي احتل فيها تيماء وديدان وخيبر ويثرب (٣) ، ويبدو ـ على أي حال ـ أن النقش ، الآنف الذكر ، من عمل مهاجرين ثموديين (٤) والأمر كذلك بالنسبة إلى نقشين سبئيين يذكران كذلك اسم ثمود ، وقد عثر على الواحد منها في وادي «ثوبا» ـ على مبعدة ٢٠٠ كيلومتر إلى الشمال الشرقي من عدن ، بينما عثر على الآخر في سابق ، بوادي ميفعة جنوب عدن (٥).
وقد تحدث الكتاب القدامى من الأغارقة والرومان عن الثموديين كذلك ، فقد جاء في «استرابو» (٦٦ ـ ٢٤ م) أن
__________________
(١) E.Glaser ,op - cit ,P.٢٠١
(٢) Repertoire d\'Epigraphie Semitique, ٢٠٩٣, bis, N. ٠٣١ وكذاVan den Branden ,Histoire de Thamoud ,P.٦١
(٣) A. Gardiner, op - cit, P. ٣٦٣ A. R. Burn, Persia and The Greeks, P. ٨٣ R. P. Dougherty, Nabonidus and Belshazzor, P. ٧٠١
(٤) J. B. Philby, and A. S. Tritton, Najran Inscriptions, JRAS, ٤٤٩١, P. P. ٩١١ ـ ٩٢,
(٥) Repertoire d\'Epigraphie Semitique ,٤٥٠٥