Modiana» على ساحل البحر الأحمر ، يرى العلماء أنه موضع مدين ، وهو يتفق وحدود أرض مدين المعروفة في الكتب العربية (١).
ويقول المؤرخ اليهودي «يوسف بن متى» أن موسى قد فرّ الى مدينة «Modiana» المواجهة للبحر الأحمر (٢) ، وهذا يدل على أن مدينة مدين إنما كانت معروفة بصفة عامة في أوائل التاريخ المسيحي ، ومدينة الحوراء ـ مدينة أهل مدين القديمة ، وتقع على مقربة من واحة البدع ـ لم يكن الأنباط ، حتى القرن الأول قبل الميلاد ، قد قاموا بعد بتحصينها وتوسيعها ، ولعل هذا هو السبب في أن الكتاب الذين عاشوا قبل هذه الفترة ، لم يعنوا بذكرها ، على الرغم من معرفتهم بالإقليم الذي كانت تقع فيه (٣).
وأما «يوسبيوس» فيذكر مدينة «مديم Madiam» ، ويقول أنها سميت باسم أحد أولاد إبراهيم من زوجته قطورة ، وهي تقع وراء المقاطعة العربية «Arabia» في الجنوب ، في بادية العرب الرحل «Saracens» إلى الشرق من البحر الأحمر ، وهكذا فان «يوسبيوس» ـ وكذا سان جيروم ـ يضعان مدينة مدين فيما وراء حدود المقاطعة العربية ، التي كانت حدودها الثابتة من ناحية الجنوب تطابق دائما الحدود الشمالية لبلاد العرب السعيدة ، عند السفح الجنوبي لجبل الشراة (٤).
وأما لويس موسل فيرى أن أرض مدين يجب أن تكون إلى الشرق والجنوب الشرقي من مكان العقبة الحالية المعروفة قديما باسم «إيلات» ،
__________________
(١) جواد علي ١ / ٤٥٥ وكذا Ency. of Islam, ٣, P. ٤٠١. T. K. Cheyne, op - cit, P. ١٨٠٣ J. Hastings, op - cit, P. ٦١٦ Ptolemy, Geographv, Vi, ٧, ٧٢
(٢) Josephus, Archaeologia, II, ٧٥٢ A - Musil, op - cit, P. ٨٧٢
(٣) الويس موسل : شمال الحجاز ص ٦٩
(٤) نفس المرجع السابق ص ٦٩