«رؤساء على الشعب رؤساء الوف ورؤساء مئات ورؤساء خماسين ورؤساء عشرات» ، لينظروا في القضايا الثانوية ، ويبقى موسى المرجع الأعلى للأمور الخطيرة ، وبهذا تستقر الأمور ، وينجح موسى في قيادتهم ، ويصل بهم إلى الأرض المباركة بسلام (١).
هذا إلى جانب أن يثرون ـ وهو شعيب نبي مدين العربي على الأرجح ، كما أشرنا من قبل ـ كان يقرب القرابين إلى الله يتبعه في ذلك موسى وهارون وشيوخ بني إسرائيل (٢) ، ومعنى هذا أن شعيبا ـ كما يقول الأستاذ العقاد ـ قد تقدم موسى في عقيدته الإلهية ، وعلمه تبليغ الشريعة ، وتنظيم القضاء في قومه ، وأن العبريين كانوا متعلمين من النبي العربي ، ولم يكونوا معلمين (٣).
وعند ما يتجول الإسرائيليون في جنوب فلسطين ، يخشى موسى أن يضل وقومه الطريق في صحراء التيه ، فلا يصلوا إلى الأرض المباركة أبدا ، ومن ثم فانه يستحلف حماه ـ ومن عجب فهو هنا حوباب بن رعوئيل ـ «لا تتركنا لأنه بما أنك تعرف منازل البرية تكون لنا كعيون» (٤).
وهكذا كانت العلاقات بين المديانيين والإسرائيليين طيبة ، ولكنها ساءت بعد ذلك ، وطبقا لما جاء في التوراة (٥) ، فإن شيوخ مدين عقدوا
__________________
(١) خروج ١٨ : ١٣ ـ ٢٧ ، وانظر : حسين ذو الفقار : المجلة يوليه ١٩٧٠ ص ٩
(٢) خروج ١٨ : ١٢
(٣) عباس العقاد : المرجع السابق ص ٨٠ ، تاريخ ابن خلدون ٢ / ٤٣ ، ٨٤
(٤) عدد : ١٠ : ٢٩ ـ ٣٣
(٥) عدد ٢٢ : ٤ ، ٧