موضع طمحن (طمحان) ، وحفر مسايل المياه وبناء القواعد والجدران بالحجارة وتقوية فروعه ، وبناء أقسام جديدة بين «عيلن» (عيلان) و «مغلل» (مغلول) ، وتجديد سد «يسرن» ، وأن هذه الأعمال كلها ، إنما تمت في شهر «ذي داون» من عام ٥٦٤ من التقويم الحميري (١) ، الموافق عام ٤٤٩ (أو عام ٤٥٦) من التقويم الميلادي (٢).
ولعل من الأهمية بمكان الإشارة إلى أن النص إنما يشير إلى أمور عدة ، منها (أولا) أن تصدع السد قد اضطر الملك إلى تجديد بناء أقسام منه ، وترميم أقسام أخرى ، فضلا عن إضافة أقسام جديدة إليه ، ومنها (ثانيا) أن السد إنما تهدم مرة أخرى ، وبعد فترة قصيرة ، وذلك في شهر ذو ثبتن (ذو الثبت) من عام ٥٦٥ من التقويم الحميري (الموافق ٤٥٠ م أو ٤٥٥ م) ، وكان التهدم هذه المرة في غاية الخطورة حتى أن القوم في «رحبتن» (الرحبة) قد اضطروا إلى الفرار إلى الجبال خوف الموت ، ومن ثم فقد لجأ الملك إلى حمير وإلى قبائل حضرموت يستعين بهم على إعادة بناء السد ، وقد تجمع لديه من هؤلاء وأولئك زهاء عشرين ألف رجل ، عملوا في قطع الأحجار وحفر الأسس وتنظيف الأودية وانشاء الخزانات وعمل الأبواب ومنافذ مرور المياه ، وقد تمّ ذلك بنجاح في شهر «ذو دأو» من عام (٥٦٥) من التقويم الحميري (٤٥٠ م).
ومنها (ثالثا) أن تصدع السد بعد فترة قصيرة من ترميمه واصلاحه
__________________
(١) يبدأ هذا التقويم عام ١١٥ أو ١٠٩ ق. م. ، لأنه عام قيام دولة حمير ، أو لأنه تاريخ سقوط معين تحت سيادة سبأ أو لأنه عام انتصار سبأ على قتبان
(٢) جواد علي ٢ / ٥٧٩ ـ ٥٨١ وكذاA.Sprenger ,op - cit ,P.٠٢ وكذاE.Glaser ,op - cit ,P.٩٧٣ وكذا Le Museon, ٤٦٩١, ٣ ـ ٤, P. ٤٩٤ J. B. Philby, The Buckground of Islam, P. ٨١١