أسعد» في القرن الخامس الميلادي. (١)
هذا ويرجح «بلوBlau» أن ذلك إنما كان في القرن الثاني الميلادي (٢) ، بينما يذهب آخرون إلى أن ذلك إنما كان في القرن الرابع الميلادي معتمدين في ذلك على نسب «سعد بن عبادة الخزرجي» ، وجعله مقياسا للزمن الذي ربما تكون الهجرة قد تمت فيه ، فنسب سعد هذا ـ طبقا لرواية النسابين ـ إنما هو «سعد بن عبادة بن دليم بن حارثة بن أبي خزيمة بن ثعلبة بن طريف بن الخزرج الأصغر بن ساعدة بن كعب بن الخزرج الأكبر بن حارثة» ، فمن «سعد» إلى «الخزرج الأكبر» أحد عشر جيلا ، وإذا افترضنا أن الفرق بين كل جيلين خمسة وعشرون عاما ، كانت المدة بين الهجرة النبوية الشريفة (في عام ٦٢٢ م) وبين الخزرج الأكبر ، حوالي مائتين وخمس وسبعين سنة ، أي أن هجرة الأوس والخزرج ـ بعد حادث سيل العرم ـ ربما كانت في أخريات القرن الرابع الميلادي ، هذا ويحدد «سديو» هذه الهجرة بعام ٣٠٠ م ، وأن الاستيلاء على المدينة إنما كان حوالي عام ٤٩٢ م (٣).
وهكذا يبدو بوضوح أن تحديد تاريخ معين لخراب سد مأرب وهجرة القبائل العربية من جنوب بلاد العرب إلى وسطها وشمالها ، أمر لا يمكن ـ على ضوء معلوماتنا الحالية ـ أن نقول فيه كلمة نظن أنها القول الفصل ، أو حتى قريبا من هذا القول ، وأن الأمر ما يزال في مرحلة الحدس والتخمين ، حتى تقدم لنا الأرض الطيبة في اليمن أو في غيرها ما ينير الطريق أمامنا.
__________________
(١) ياقوت ٥ / ٣٥ ، جرجي زيدان : المرجع السابق ص ١٥٥
(٢) ريجيس بلاشير : المرجع السابق ص ٣١
(٣) احمد إبراهيم الشريف : المرجع السابق ص ٣١٥ ، وانظر : سديو : تاريخ العرب العام.