النار (١).
هذا وقد قدم لنا المؤرخون الإسلاميون عدة روايات عن قصة تعذيب «ذي نواس» لنصارى نجران ـ (غير تلك الرواية الصحيحة ، الآنفة الذكر ، والتي جاءت في صحيح مسلم) ـ وبالتالي عن تدخل الأحباش واستيلائهم على اليمن ، ومن هذه الروايات واحدة تذهب إلى أن من يدعى «عبد الله بن الثامر» قد أخذ النصرانية عن راهب مسيحي ـ لعله فيميون ـ وأن عبد الله بن الثامر ـ وكذا فيميون ـ قد قتلا ، وأن رجلا قد حفر حفرة على أيام الفاروق عمر بن الخطاب ، فرأى عبد الله ، وقد وضع يده على ضربة في رأسه ، فإذا رفعت عنها يده جرت دما ، وإذا ارسلت يده ردها إليها وهو قاعد ، فكتب بذلك إلى عمر ، فأمر الخليفة الراشد أن يتركه على حاله (٢).
على أن هناك رواية أخرى تذهب إلى أن ذا نواس كان يهوديا متعصبا ، فقدم عليه يهودي ـ يقال له دوس من أهل نجران ـ فأخبره أن القوم قد قتلوا له بنين ظلما ، فاستنصره عليهم ـ وأهل نجران نصارى ـ فغضب ذو نواس لليهودي ، وشن حملة على أهل نجران ، ثم خيّرهم بين اليهودية أو القتل ، فاختاروا القتل ، وهنا حفر لهم أخدودا ثم أضرم فيه النار ، وألقاهم فيه ، فقتل منهم عشرين ألفا على رواية ، وسبعين ألفا على رواية أخرى (٣).
__________________
(١) صحيح مسلم ١٨ / ١٣٠ ـ ١٣٣
(٢) تاريخ الطبري ٢ / ١٢٤
(٣) تاريخ الطبري ٢ / ١٢٣ ، مروج الذهب ١ / ٨٠ ـ ٨١ ، تاريخ الخميس ص ٢٢٠ ، تاريخ ابن خلدون ٢ / ٦٠ وتفسير القرطبي ١٩ / ٢٩٢ ، تفسير الفخر الرازي ٣١ / ١١٨ ، تفسير روح المعاني ٣٠ / ٨٩