وعرب متهودون (١) ، اعتنقوا اليهودية بتأثير من اليهود أنفسهم.
وعلى أي حال ، وسواء أكان انتشار اليهودية في اليمن يرجع إلى تلك الفترة المبكرة ، أو الى عهد «أب كرب أسعد» (٤٠٠ ـ ٤١٥ م) (٢) ، حيث يروي الأخباريون في قصة طويلة أن الرجل قد تهود ، بل وفرض اليهودية على الحميريين كذلك (٣) ، أو منذ تهود «ذي نواس» ، سواء أكان تهوده هذا رغبة منه في أن يقاوم دينا سماويا بدين سماوي آخر ، ومن ثم فهو يمثل الروح القومية في اليمن ، حين رأى في النصارى من مواطنيه ما يذكره بحكم الأحباش المسيحيين البغيض (٤) ، أو لأنه كان في الأصل ـ طبقا لرواية ابن العبري ـ من أهل الحيرة ، وأن أمه يهودية من «نصيبين» وقعت في الأسر ، فتزوجها أبوه ، فأولده منها ، ومن ثم فهو يهودي وفد على اليمن من الحيرة (٥) ، أو لأنه حين اعتنق اليهودية كان آمنا على نفسه وعلى دولته من أن يتسلط عليه أو عليها دولة ذات نفوذ واسع ، وسلطان كبير ، إذ لم يكن لليهودية في ذلك الوقت دولة سياسية ، في حين أن النصرانية إنما كانت تعتمد على الدولة الرومانية الشرقية الطامعة في فتح
__________________
(١).P.K.Hitti ,op - cit ,P.١٦.
(٢) هناك من يحدد له كذلك الفترة (٣٨٥ ـ ٤٢٠ م) ومن يحدد له الفترة (٣٧٨ ـ ٤١٥ م) ، ومن يرى أن حكمه استمر إلى عام ٤٣٠ م (أنظر : جواد علي ٢ / ٥٧١ ، فريتز هومل : المرجع السابق ص ١٠٨ وكذاD.Nielsen ,op - cit ,P.٤٠١ وكذا (J. B, Philby, note on the last Kings of Saba, P ٩٦٢, The Background of Islam, P. P. ٦١١, ٤١
(٣) ابن كثير ٢ / ١٦٣ ـ ١٦٧ ، تفسير ابن كثير ٤ / ١٤٢ ، الأزرقي ١ / ١٣٢ ـ ١٣٤ ، تفسير الطبري ٢٥ / ١٢٨ ـ ١٢٩ ، تفسير الخازن ٤ / ١١٥ ، ١٧٥ ، تفسير القرطبي ١٦ / ١٤٥ ـ ١٤٦ ، تفسير البيضاوي ٢ / ٣٧٦ ـ ٣٧٧ ، بلوغ الأرب ٢ / ١٧٠ ، ٢٤٠ ـ ٢٤١ ، مروج الذهب ١ / ٨٢ ، اليعقوبي ١ / ١٩٧ ـ ١٩٨ ، العقد الثمين ١ / ٧١ ، ابن خلدون ٢ / ٥٢ ، قارن : المعارف ص ٢٧٥ ـ ٢٧٦
(٤).P.K.Hitti ,op - cit ,P.٢٠.
(٥) جواد علي ٢ / ٥٩٣ ، قارن : الإكليل ٢ / ٦٣.