إلى أن رجلا قد أتى «القليس» ، حين علم أن أبرهة قد عقد العزم على أن يصرف اليها حج العرب ، فتغوط فيها ، ثم لحق بأهله من «فقيم» ، وأن أبرهة سرعان ما علم بالخبر ، ومن ثم فقد أقسم ليسيرن إلى البيت الذي يحج إليه العرب بمكة فيهدمه ، ثم بعث رجلا كان عنده إلى «بني كنانة» يدعوهم إلى الحج إلى القليس ، غير أن القوم قد رفضوا ، ثم قتلوا رسول أبرهة كذلك ، مما زاد من غضب الطاغية الحبشي وحنقه ، ومن ثم فقد أمر بالجيش فتجهز وسار على رأسه إلى مكة المكرمة ، يبغي هدم البيت الحرام (١).
على أن هناك رواية أخرى ـ صاحبها السيوطي ـ تذهب إلى أن اكسوم ـ ابن ابنة أبرهة ـ خرج حاجا إلى البيت الحرام ، فلما انصرف من مكة ، نزل في كنيسة نجران ، فعدا عليها ناس من مكة ، فأخذوا ما فيها من حلي ، وكذا قناع اكسوم ، ومن ثم فقد غضب أبرهة ، وأرسل إليهم جيشا من عشرين ألفا من خولان والاشعريين ، حتى إذا ما كان على مقربة من الطائف قابله زعماؤها ، وصرفوه عن مدينتهم ، ودلوه على الطريق إلى مكة (٢).
وهناك رواية ثالث نسبها القرطبي الى مقاتل بن سليمان وإلى ابن الكلبي ـ
__________________
(١) ابن الأثير ١ / ٤٤٢ ، تاريخ الطبري ٢ / ١٣٠ ـ ١٣١ ، تفسير الطبري ٣٠ / ٣٠٠ ، ابن كثير ٢ / ١٧٠ ـ ١٧١ ، تفسير ابن كثير ٤ / ٥٤٩ ، تفسير النيسابوري ٣٠ / ١٦٣ ، تفسير البيضاوي ٢ / ٥٧٦ ، الكشاف ٣ / ٢٨٨ ، روح المعاني ٣٠ / ٢٣٣ ـ ٢٣٤ ، الأزرقي ١ / ١٤٠ ـ ١٤١ ، تفسير الجلالين (نسخة على هامش البيضاوي ٢ / ٥٧٦) ، في ظلال القرآن ١ / ٦٦٤ ـ ٦٦٥ ، تفسير القرطبي ص ٧٢٧٧ ـ ٧٢٧٨ (طبعة الشعب) ، ابن هشام ١ / ٤٣ ـ ٤٦ ، الطبقات الكبرى ١ / ٥٥ ، ياقوت ٤ / ٣٩٥ ، أبو بكر احمد بن الحسين البيهقي : دلائل النبوة ، القاهرة ١٩٧٠ ، ١ / ٥٦ ـ ٥٧
(٢) السيوطي : الدرر المنثور في التفسير بالمأثور ٦ / ٣٩٤ ، الاصبهاني : دلائل النبوة ص ١٠٠ ، تفسير الكشاف للزمخشري ٣ / ٢٨٨.