«مغيبوشت» ويساعده ـ رغم أنه حفيد شاؤل ، وقد يكون من المطالبين بعرش عمه وجده من قبله (١) ـ وهو يعفو عن ولده «أبشالوم» بعد أن قبض عليه في ثورة مسلحة ، وبعد أن دنس عرضه على ملأ من القوم (٢) ، بل إنه ليعفو عن «شاؤل» الذي كان يسعى لقتله ، بعد أن تمكن منه عدة مرات ، وفي أمان مطلق ومناعة تامة (٣).
ويعلق المؤرخ الأمريكي «ول ديورانت» على ذلك ، بأن هذا وصف رجل حقيقي ، لا رجل خيالي ، اكتملت فيه عناصر الرجولة المختلفة ، ينطوي على جميع بقايا الهمجية ، وعلى كل مقومات الحضارة (٤).
وأما في القرآن الكريم ، فإن داود ـ عليهالسلام ـ إنما هو (نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ) (٥) ، وقد (آتاهُ اللهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشاءُ» (٦) ، (وَآتَيْنا داوُدَ زَبُوراً» (٧) ، (وَلَقَدْ آتَيْنا داوُدَ وَسُلَيْمانَ عِلْماً وَقالا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي فَضَّلَنا عَلى كَثِيرٍ مِنْ عِبادِهِ الْمُؤْمِنِينَ) (٨) ، (وَلَقَدْ آتَيْنا داوُدَ مِنَّا فَضْلاً يا جِبالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ أَنِ اعْمَلْ سابِغاتٍ وَقَدِّرْ فِي السَّرْدِ» (٩) ، ثم يأمر الله نبيه الكريم محمد ـ صلوات الله وسلامه عليه ـ
__________________
(١) صموئيل ثان ٤ : ٤ ـ ٥
(٢) صموئيل ثان ١٦ : ٢٣ ، ١٨ : ٣٣
(٣) صموئيل أول ٢٤ : ٢ ـ ٢٢
(٤) ول ديورانت : قصة الحضارة ـ ج ٢ ص ٣٣١ ـ ٣٣٢ ، نجيب ميخائيل : مصر والشرق الادنى القديم ح ٣ ص ٣٦٢ ـ ٣٧٣
(٥) سورة ص : آية ٣٠
(٦) سورة البقرة : آية ٢٥١
(٧) سورة النساء : آية ١٦٣
(٨) سورة النمل : آية ١٥
(٩) سورة سبأ : آية ١٠ ، ١١