ضرار بن عمرو ، عن يزيد الرقاشي ، عن أنس بن مالك ، عن تميم الداري (١) عن النبي صلىاللهعليهوسلم قال : «يقول الله عزوجل لملك الموت انطلق إلى وليّي [فآتني به] (٢) فإني قد ضربته بالسّرّاء والضّرّاء فوجدته حيث أحبّ إليّ. ائتني به فلأريحه». قال : فينطلق ملك الموت ومعه خمس مائة من الملائكة ، معهم أكفان وحنوط من الجنة ، ومعهم ضبائر الريحان ، أصل الريحان واحد ، وفي رأسها عشرون لونا ، لكل لون منها ريح سوى ريح صاحبه ، ومعهم الحرير الأبيض فيه المسك الأذفر ؛ قال : فيجلس ملك الموت عند رأسه ويحفونه الملائكة ويضع كلّ ملك منهم يده على عضو من أعضائه ، ويبسط ذلك الحرير الأبيض والمسك الأذفر من تحت ذقنه ، ويفتح له باب إلى الجنة ، فإن نفسه لتعلل عند ذلك بطرف الجنة مرة بأرواحها ومرة بكسوتها ومرة بثمارها ، كما يعلل الصبيّ أهله إذا بكى ، قال : وإن أزواجه ليبهشن (٣) عند ذلك ابتهاشا قال : وتنزو الروح ، قال البرساني : تريد أن تخرج من العجلة إلى ما تحب ، قال : ويقول ملك الموت : اخرجي يا أيتها الروح الطيبة إلى : (سِدْرٍ مَخْضُودٍ وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ ، وَظِلٍّ مَمْدُودٍ ، وَماءٍ مَسْكُوبٍ) (٤) قال : ولملك الموت أشدّ لطافة من الوالدة بولدها ، يعرف أن ذلك الروح حبيب لربه ، فهو يلتمس بلطفه تحببا لربه ، رضى للرب عنه ، فيسلّ روحه كما تسل الشعرة من العجين ، قال : وقال الله تبارك وتعالى : (الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ طَيِّبِينَ) (٥) وقال (فَأَمَّا إِنْ كانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ فَرَوْحٌ وَرَيْحانٌ وَجَنَّةُ نَعِيمٍ) (٦) قال : روح من جهد الموت ، وريحان يتلقى به. قال : وجنة نعيم ، مقابلة. وقال : فإذا قبض ملك الموت روحه قال الروح للجسد : جزاك الله عني خيرا ، فقد كنت سريعا بي إلى طاعة الله بطيئا بي عن معصية الله فقد نجوت وأنجيت قال : ويقول الجسد للروح مثل ذلك. قال : وتبكي عليه بقاع الأرض التي كان يطيع الله فيها. وكلّ باب من السماء يصعد فيه عمله ، أو ينزل منه رزقه أربعين سنة. قال : فإذا قبض ملك الموت روحه أقامه الخمسمائة من الملائكة عند جسده فلا يقلبه بنو آدم لشقّ إلّا قلبته الملائكة قبلهم ،
__________________
(١) مطموسة بالأصل والمثبت عن م ، وانظر مختصر ابن منظور ٥ / ٣٠٨.
(٢) الزيادة عن م.
(٣) البهش الإسراع إلى المعروف بالفرح ، وبهش : حنّ ، (اللسان : بهش).
(٤) سورة الواقعة ، الآيات : ٢٨ ـ ٣١.
(٥) سورة النحل ، الآية : ٣٢.
(٦) سورة الواقعة ، الآية : ٨٨ و ٨٩.