قال أبو عبيد : تميم الداري فخذ من لخم أو جذام.
قال : وحدّثنا أبو عبيد ، حدّثنا عبد الله بن صالح ، عن الليث بن سعد أن عمر أمضى ذلك لتميم وقال : ليس لك أن تبيع ، قال : فهي في أيدي (١) أهل بيته إلى اليوم.
قال : وحدّثنا أبو عبيد : حدّثني سعيد بن عفير عن ضمرة بن ربيعة ، عن سماعة : أن تميم الداري سأل رسول الله صلىاللهعليهوسلم أن يقطعه قريات بالشام : عينون وقلّاية والموضع الذي فيه قبر إبراهيم ، وإسحاق ويعقوب صلى الله عليهم. قال : وكان بها ركحة ووطيئة قال : فأعجب ذلك رسول الله صلىاللهعليهوسلم فقال : «إذا صلّيت فسلني ذلك» ، ففعل فأقطعهن إيّاهن بما فيهن. ولما كان زمن عمر وفتح الله الشام أمضى ذلك لهم [٢٧١٢].
قال أبو عبيد : قال أهل المدينة إذا اشتروا الدار قالوا بجميع أركاحها ـ يريدون جميع نواحيها.
أخبرنا أبو الحسن بن المسلّم الفرضي ، أنبأنا أبو الفتح نصر بن إبراهيم الزاهد ، وأبو القاسم علي بن محمد بن أبي العلاء ، وأنبأنا أبو الحسين محمد بن عوف المزني ، أخبرنا أبو العباس محمد بن موسى بن السمسار ، أنبأنا أبو بكر محمد بن خريم (٢) ، حدّثنا حميد بن زنجويه ، حدّثنا الهيثم بن عديّ ، قال : أنبأني يونس عن الزهري وثور بن يزيد عن راشد بن سعد ، قالا : قام تميم الداري وهو تميم بن أوس رجل من لخم فقال : يا رسول الله إنّي لي جيرة من الروم بفلسطين لهم قرية يقال لها حبرا (٣) وأخرى يقال لها بيت عينون ، فإن فتح الله عليك الشام فهبهما (٤) لي ، قال : «هما لك». قال : فاكتب لي بذلك كتابا ، فكتب له :
«بسم الله الرّحمن الرحيم هذا كتاب محمد رسول الله صلىاللهعليهوسلم لتميم بن أوس الدّاري أن له قرية حبرا وبيت عينون ، قريتها كلها سهلها وجبلها وماؤها وحرّتها وأنباطها وبقرها ولعقبه من بعده ، لا يخافه (٥) فيها أحد ، ولا يلجّه عليهم أحد بظلم ، فمن ظلمهم أو أخذ من
__________________
(١) بالأصل : أيدي بيته أهل.
(٢) في الأصل والمطبوعة ١٠ / ٤٦٨ حريم بالحاء المهملة ، والصواب ما أثبت ، وقد مرّ.
(٣) كذا ، ويقال لها أيضا «حبرى» (ياقوت : حبرون).
(٤) بالأصل : «فهبها».
(٥) في ابن سعد ١ / ٢٦٧ لا يحاقه.