أي : سَدَّتْ ما بينِ فَخِذَيها بذنَبٍ مَضْرَحِيِّ اللونِ.
وخَوَى البيتُ ـ إذا انهدم. وقالتْ خَنْسَاءُ :
كانَ أَبُو حَسَّانَ عَرْشاً خَوَى |
مِمَّا بَنَاهُ الدَّهْرُ دَانٍ ظَلِيلْ |
«خَوَى» ـ أي : انهدم ووقَع.
ومنه قوله جلّ وعزّ : (أَعْجازُ نَخْلٍ خاوِيَةٍ) [الحَاقَّة : ٧].
وقوله عزوجل : (وَهِيَ خاوِيَةٌ عَلى عُرُوشِها) [البَقَرَة : ٢٥٩].
وقال الليثُ : خَوَتِ الدار ـ أي : بَادَ أهلُها وهي قائمة بِلَا عامِر.
والخَوِيُ ـ عن الأصمعيِّ ـ : الوادي السهلُ البعيدُ.
وأنشد بعضهم قول الطِّرِمَّاحِ :
وَخَوِيٌ سَهلٌ يُثِيرُ بِهِ القَوْ |
مُ رِبَاضاً لِلْعِينِ بَعْدَ رِبَاضِ |
يقول : يمرُّ الرُّكبان بالْعِين في مرَابضها فتُثِيرُها منها .. و «الرِّبَاضُ» : البقرُ التي رَبَضَتْ في كُنُسِها.
خاخ : خَاخٌ : اسمُ موضع يقال له : «رَوْضَةُ خَاخ» ، بين الحرَمَيْنِ.
وكانت المرأَة التي أدركها عليٌّ والزُّبَيْرُ رضياللهعنهما وأخذا منها كتاباً كتبه حَاطِبُ بنُ أبي بَلْتَعَةَ معها إلى أهل مكة .. إنَّما أَدْرَكَاهَا برَوْضَةِ خَاخٍ.
أبو عبيد ـ عن أبي عمرو ـ : الْخُوَيخِيَةُ الدَّاهِيَةُ ـ والياء مخفَّفةٌ.
وأنشدنا لِلَبِيدٍ :
وَكُلُّ أُناسٍ سَوْفَ تَدْخُلُ بَيْتَهُمْ |
خُوَيْخِيَةٌ تَصْفَرُّ مِنْها الأنَامِلُ |
وقال شَمِرٌ : لم أسمعْ «خُوَيْخَيةٌ» إلَّا لِلَبيد.
قلتُ : وهو حَرْفٌ غريب ، وأبو عمرٍو ثِقَةٌ.
ورواه بعضهم «دْوَيْهِيَةٌ».
وأخبرني المنذريُّ ـ عن ثعلب ، عن ابن الأعرابيِّ ـ قال : الضُّوَيْضِيَةُ : الدَّاهِيَة.
وكذلك : الضُّوَاضِيَةُ. قلت : وهذا غريب ـ أيضاً ـ.
وخى : سمِعْتُ غيرَ واحدٍ من العرب الفُصَحاء يقول للرجل ـ إذا هداه لصَوْبِ بلدٍ يأْتمُّه ـ : أَلَا .. وخُذْ على سَمْتِ هذا الوَخِيِ ـ أي : على هذا القَصْدِ والصَّوْبِ.
وقال أبو عمرٍو : وَخَى فلانٌ يَخِي وَخْياً إذا توَجَّهَ لِوَجْهٍ.
وأنشد الأصمعيُّ : قَالَتْ وَلَمْ تَقْصِد لَهُ وَلَمْ تَخِهْ
أي : لم تَتَحَرَّ فيه الصوابَ.
قلتُ : التَّوَخِّي للحقِّ ـ بمعنى التَّحَرِّي ـ : مأخوذٌ من هذا.
يقول الرجل لصاحبه : تَوَخَّيْتُ فيما أتَيْتُه محبَّتَك ـ أي : تحرَّيْتُ.
وربَّما قلَبُوا الواوَ ألِفاً. فقالوا : تَأَخَّيْتُ.
وقال الليث : تَوَخَّيْتُ أَمْرَ كذا ـ أي : تَيَمَّمْتَهُ.
وإذا قلتَ : وخَّيْتُ فلاناً لأمر كذا عَدَّيْتَ فيه الفِعلَ .. إلى غيره.