ولا يفوتنا هنا أن نوضح أنّ المراد من رد التحية بالأحسن هو أن نعقب السلام بعبارات مثل «ورحمة الله» أو «ورحمة الله وبركاته».
ورد في تفسير «الدّر المنثور» أنّ شخصا أتى النّبي صلىاللهعليهوآلهوسلم وقال : السّلام عليكم. فإجابة النّبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : وعليك السّلام ورحمة الله. ثمّ جاءه آخر وقال :السّلام عليكم ورحمة الله.
فأجابه النّبي صلىاللهعليهوآلهوسلم وعليك السّلام ورحمة الله وبركاته. فجاءه ثالث وقال :السّلام عليك ورحمة الله وبركاته. فقال النّبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : «وعليك» ـ وعند ما سئل عن علّة هذا الجواب القصير ، قال : إنّ القرآن يقول : إذا حيّيتم بتحية فحيوا بأحسن منها ، ولكنك لم تبق شيئا» (١).
وفي الحقيقة أنّ الرّسول صلىاللهعليهوآلهوسلم قد ردّ التحية بأحسن منها في الموردين السابقين ، أمّا في المورد الثّالث ردّها بالمساوي كلمة «وعليك» تعني أنّ كل ما قلته لي مردود عليك.
* * *
__________________
(١) الدرّ المنثور ، ج ٢ ، ص ٨.