يعتبرونها أعزّ عليهم من أعينهم ، فيباغتونهم بهجوم خاطف وهم في الصّلاة ويقضون عليهم.
وفي هذه الأثناء نزلت الآية بحكم صلاة الخوف التي تصون المسلمين من كل هجوم خاطف.
وهذه الآية إحدى معاجز القرآن الكريم حيث أخبرت عن وقوع هجوم قبل قيام العدو بتنفيذه وبذلك أفشلت خطة العدو ، ويقال بأنّ خالدا أعلن إسلامه حال مشاهدته لذلك المشهد بعينه.
التّفسير
بعد آيات الجهاد السابقة تبيّن هذه الآية للمسلمين طريقة صلاة الخوف التي تؤدى في ساحة الحرب ، فتخاطب الآية النّبي صلىاللهعليهوآلهوسلم قائلة : (وَإِذا كُنْتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلاةَ فَلْتَقُمْ طائِفَةٌ مِنْهُمْ مَعَكَ وَلْيَأْخُذُوا أَسْلِحَتَهُمْ ...) فإذا سجدت جماعة وانقضت الركعة الأولى من الصّلاة ، على النّبي أن يقف في مكانه فتؤدي الجماعة ـ سريعا ـ الركعة الثّانية وتعود إلى ساحة القتال لمواجهة العدو.
وتأتي بعد ذلك الجماعة الثّانية التي لم تصل بعد ، وتأخذ مكان الجماعة الأولى فتصلّي مع النّبي : (فَإِذا سَجَدُوا فَلْيَكُونُوا مِنْ وَرائِكُمْ وَلْتَأْتِ طائِفَةٌ أُخْرى لَمْ يُصَلُّوا فَلْيُصَلُّوا مَعَكَ ...) وعلى الجماعة الثّانية أن لا تضع أرضا لامة حربها ، بل تحتفظ بها معها:(وَلْيَأْخُذُوا حِذْرَهُمْ وَأَسْلِحَتَهُمْ ...)
وتشير الآية إلى أنّ أداء الصّلاة بهذا الأسلوب من أجل أن يبقى المسلمون في مأمن من أي هجوم مباغت قد يقوم به العدو عليهم ، لأنّه يتحين الفرص دائما لتنفيذ هذا الهجوم ، ويتمنى لو تخلى المسلمون وغفلوا عن أسلحتهم وأمتعتهم ليشنّ عليهم حملته الغادرة:(وَدَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ تَغْفُلُونَ عَنْ أَسْلِحَتِكُمْ وَأَمْتِعَتِكُمْ فَيَمِيلُونَ عَلَيْكُمْ مَيْلَةً واحِدَةً ...).