اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ)
أي في تحقيق واجبات الدين وقيمه من اقامة الشعائر والتحرر والرفاه.
(فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ)
لهم ، لأن نصرة المؤمن المستضعف هي من ابرز واجبات الامة أو الحركة الرسالية ، وهنا يبرز سؤال عريض وملح : كيف إذا تعارضت مصلحة الدولة الرسالية الناشئة ومصلحة الجماعات المسلمة غير المهاجرة والمجاهدة؟ وتعرض كيان هذه الدولة الى الخطر إذا هبت لمساعدة أولئك المسلمين مثلا : مصلحة الجماعة الاسلامية في مرحلة صلح الحديبية الا تثير عداوة قريش وتحتفظ بمعاهدة السلم التي بينهم وبينها ، بينما مصلحة مسلمي مكة غير المهاجرين نقض هذه المعاهدة كيف الحكم في ذلك؟ يقول القرآن :
(إِلَّا عَلى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثاقٌ)
ذلك لان كرامة الدولة والجماعة الناشئة أعظم وأهم من سلامة المسلمين المتواجدين في البلاد الاخرى.
وقد يستنبط من هذه الآية : ان مصلحة الدولة الاسلامية اخطر من مصلحة الثورة العالمية للمسلمين ، إذ الميثاق الذي تبرمه الدولة الاسلامية يجسد مصالحها قبل كل شيء ، وعقليا من دون وجود ركيزة للثورة العالمية وهي الدولة الاسلامية كيف يمكن الامتداد هنا وهناك وصنع الثورة العالمية؟!
(وَاللهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ)
فعليكم تقييم الأمور بدقة متناهية.